إن البلاد الإسلامية ترى أن الإسلام نظام متكامل.. وتراه أفضل للإنسانية من الشيوعية والرأسمالية.. ولكنها لا تفعل شيئا لإبلاغ رؤيتها وإيمانها للعالم.
للرد على هذا الاتهام فإن البلاد الإسلامية تتكوّن من حكومات وشعوب, وقد رزئت البلاد الإسلامية بحكومات عسكرية ديكتاتورية, جاءت بانقلابات معظمها مدبر بواسطة الدول الاستعمارية، ومن الطبيعي أن هذه الحكومات لن تطبق الشريعة الإسلامية؛ لأنها عدوته، وستكون ضحيته لو طبق هذا النظام، وحتى الحكومات التي جرّبت الاستعمار باسم الإسلام تخلّت عنه بعد انتصارها, واتخذت الأنظمة البشرية والقوانين الوضعية لحكم شعوبها. وأما الشعوب ففيها العديد من الأفراد والهيئات تتمسك بعقيدتها وتريد تطبيق النظام الإسلامي. وقد لاقت في الكثير من البلاد وفي مختلف العهود من الاضطهاد والتعذيب والتشريد والقتل ما عاقا عن تأدية رسالتها وتبليغ رؤيتها وإيمانها للشعوب الإسلامية وللعالم, حتى أن أحد العلماء - وقد ألّف العديد من الكتب الإسلامية ومنها تفسير للقرآن الكريم يقع في ثلاثين جزءا - اتهم بمحاولة قلب نظام الحكم, وحكم عليه بالإعدام, ونفِّذ فيه الحكم بعد أن لاقى هو وإخوانه ما يعجز عنه معظم الناس، وقد تم عقد كثير من المؤتمرات والاجتماعات في بلاد إسلامية متعددة وكلها يدعو إلى تطبيق الشريعة الإسلامية..
مجلة المجتمع
[١] في رأيي أن الباقلاني مادة خصبة للبحث والدارسة لذا سنخصه ببحث مستقل يبرز الجوانب الدينية في شخصية الرجل، ويركز على المسائل العلمية التي تناولها إن شاء الله.