هكذا تكون زيارة القبور، كما شرعها رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لأُمّته، وعلّمهم إياها. ولقد جرّد السلف الصالح التوحيد، وحموا جانبه حتى كان أحدهم إذا سلّم على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم أراد الدعاء استقبل القبلة، وجعل ظهره إلى جدار القبر ثم دعا, ونصّ على ذلك الأئمة الأربعة. فجرَّد السلف العبادة لله، ولم يفعلوا عند القبور منها إلا ما أذن فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الدعاء لأصحابها، والاستغفار لهم، والترحُّم عليهم.
فهل يفعل زوار القبور التي في المساجد ما شرعه الرسول - صلى الله عليه وسلم - عند زيارة القبور؟!. لا. والله.. لقد أصبحت زيارة القبور شركا وترويجاً للبدع، وهذا أمر يعترف به كل مؤمن بربه الواحد الذي لا شريك له، وهو أمر لا نشك في أنّ الدكتور عبد الحليم محمود شيخ الجامع الأزهر يعترف به، فلماذا نسكت عليه؟!.. لماذا لا نؤيد المطالبين بإزالة الأضرحة من المساجد!؟ أليست المطالبة باتباع ما شرعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمراً واجبا على كل مؤمن ومؤمنة؟ ألا ينبغي على شيخ الجامع الأزهر أن يكون أول المطالبين باتباع شرعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟!.. ألا ينبغي على شيخ الجامع الأزهر أن يكون أول المطالبين بتسوية القبور وعدم اتخاذ المساجد عليها وإزالة الأضرحة الموجودة في بعض المساجد؟!.
إن الحق أحق أن يتبع، فإلى متى نسكت على الباطل؟!.. أليست دعوة الناس إلى اتباع الحق أمرا واجبا على علماء الدين بعامة وعلى شيخ الجامع الأزهر في بلاده بخاصة؟!..