٤ـ وأخيرا.. فلم يعد التبشير الحديث قاصرا على ما يصدره الغرب.. لقد أتقن الشرق كذلك الصناعة وصدر كذلك البضاعة.. واختلف مع الغرب أو اتفق. لكنه شاركه الوسيلة والهدف.. وإن غايره في شيء من التخطيط!
٥ـ وهذا البحث جديد بإذن الله.. فيما يحاول أن يكشف من وسائل التبشير الحديثة، وما يكشف عن الغاية منها والباعث من ورائها.. ليعرف المسلمون كيف يحاربون، ومن أين يحاربون.. وليعرفوا بعد ذلك..
إلى أين المفر.. وكيف يكون المستقر..!
ليعرف المسلمون.. موقفهم دعوة، وأمة، ودولة..مما يراد لهم، ومما يراد بهم ليحددوا لأنفسهم.. الطريق.. والهدف
والوسيلة والغاية
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
وفي فصل أول نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الغرب.. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.
وفي فصل ثان نتحدث بمشيئة الله عن:
التبشير في الشرق.. وسائله، وأهدافه، وتعاونه مع السياسة.
وفي فصل ثالث نتحدث عن:
موقف الإسلام.. دعوة وأمة
والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم..
الفصل الأول
التبشير الحديث.. من الغرب
مقدمة:
٦ـ لم يعد سرا.. أن التبشير بدأ حيث انتهت الحروب الصليبية [١] بديلا عنها.. فلقد أنفق الغرب من دمه وماله الكثير.. فما أورثه ذلك إلا صحوة المسلمين.
من هنا أدرك أن الضربة لا ينبغي أن توجه إلى الجسد.. بل ينبغي أن توجه إلى القلب.. إلى عقيدة المسلمين.. علهم يرتدوا عن دينهم.. ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا..}
٧ـ بيد أن التبشير بدأ في البداية.. إخراجا للمسلمين من دينهم، وإدخالا لهم في دين آخر.. وقد فشلت تلك الوسيلة.. فقد كان عدد المرتدين من يعدون على الأصابع.