وفي اعتقادي أن أقصر الطرق إلى نصرة هذا الدين الحق في بلاد الإسلام هو الوصول إلى قلوب وعقول هؤلاء الحكام.. وكل نجاح يمكن تحقيقه معهم إنما هو ربح للإنسانية كلها، التي تتطلع في لهفة لاذعة إلى منفذ للخلاص من ضياعها الرهيب، ولا منفذ لها ولا منقذ إلا بالإسلام، الذي لا يخدمه شيء مثل قيام مجتمع نموذجي يطبق أحكامه صحيحة كاملة كما أنزلها الله، في أي بقعة من هذا العالم..
لقد قرأ هؤلاء الكثيرين عن مفتريات الملحدين في تشويه الدين، ولم يكن لديهم من العلم ما يفرقون به بين الإسلام وغيره، فلم يلبثوا أن سحبوا تلك المفتريات على الإسلام نفسه، ومن ثم أقاموا من أنفسهم مشرعين في أهم قضاياه، وهم الذين ـ ربما ـ لم يلموا بحرف من كتاب الله ولا سنة رسوله ولا اجتهاد الأئمة، ومثل هؤلاء لا يبعد أن يتقبلوا تصحيح خطئهم لو أتيح لهم من يدلهم عليه..
وأخيرا:
أن أهم ما ينبغي التوكيد عليه في هذا المؤتمر، وكل مؤتمر يعقد لبحث أمور الدعوة، في هذه الأيام يمكن تلخيصه في النقاط العشر التالية:
١ـ الإلمام الدقيق بواقع الفكر البشري وموقفه من التطلعات الروحية في مسيرته الراهنة.
٢ـ دراسة واقع الدعوة الإسلامية ودعاتها في بلاد الإسلام، وبخاصة في الأقطار العربية.
٣ـ إيمان الدعاة بدعوتهم أولا، ثم التزام طريقها في النفس والأهل وكل من يقع تحت مسؤليتهم.
٤ـ التركيز على دعوة الحاكمين في أقطار الدعاة للاستحواذ على تأييدهم، أو مهادنتهم على الأقل.
٥ـ تأمين حق الإسلام في شؤن الإعلام حتى يتاح لعلمائه أن يقدموا حقائقه.
٦ـ السعي لدى المؤمنين من حكام المسلمين للإقلال من الابتعاث إلى مناطق الكفر ما أمكن. وإلغاء بعثة كل طالب يثبت إهماله التكاليف الإسلامية، تحت طائلة الحرمان من حق العمل في خدمة الدولة.