أنا لا أنكر أن الشيخ تحدث عن بعض جوانب الإسلام ضمن حديثه عن نفسه واستعراضه لتاريخ حياته، وانتقد وجود كليات الحقوق التي تخصص عشرين ساعة في الأسبوع للقوانين الأوربية، أي للفكر الأوربي في التشريع، أي أنها تعرض على الطالب أن يستعمر فكره الأوربيون في مجال التشريع، وأن يلغي ذاتيته الإسلامية في هذا المجال، بينما تخصص هذه الكليات ساعتين فقط للتشريع الإسلامي، وقال: إن منهج الاتباع هو الطريق الذي ينبغي أن يسلكه المسلم في حياته، وإذا سار المسلم فيه فردا - أو سار فيه المسلمون مجتمعا - فإن الله سبحانه وتعالى يكتب له الهدوء والطمأنينة والسعادة، {وَمَنْ يَعْتَصِمْ بِاللَّهِ فَقَدْ هُدِيَ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} .
لا أنكر على الشيخ حديثه عن الإسلام ضمن حديثه عن نفسه في كتابه (الحمد لله هذه حياتي) ، ولكن الذي أنكره عليه في هذا الكتاب أنه لا يليق به وهو يشغل منصب شيخ الجامع الأزهر أن يتحدث عن نفسه بهذه الصورة، وأن يباهي بكل ما يصدر عن الصوفية وما يدعو إليه التصوف، وأن يشغل الناس بالحديث عن نفسه في وقت ينبغي أن يصرف فيه جهده في الدعوة إلى دين الله والحكم بما أنزل الله، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومحاربة البدع والخرافات، ومقاومة موجة الإلحاد، ورد كيد أعداء الإسلام الذين يحاربونه بكل وسيلة ممكنة، ويستغلون وسائل الإعلام المختلفة في حربهم السافرة ضد الإسلام وحقائقه الناصعة.
ولعل شيخ الجامع الأزهر يقلع عن إصدار مثل هذه الكتب، ويصدر كتابا يوضح حقائق الإسلام، ويرشد الحيارى الضالين إلى دين الحق الذي يتفق مع الفطرة؛ {فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا} .
والله يقول الحق ويهدي السبيل، وبالله التوفيق، {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .