للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يوم الحديبية، وحصل بذلك نفع كبير، وقصة خديجة رضي الله عنها في بدء الوحي وما حصل بها من الخير الكثير والتفريج عن النبي صلى الله عليه وسلم معروفة لدى أهل العلم، والوقائع من هذا النوع في التاريخ الإسلامي كثيرة.

وإنه لعجب عظيم أن يجترئ أصحاب هذه الصحيفة على نشر هذا المقال مع انتسابهم للإسلام، وقبضهم المعونات السخية من دولة الإسلام لتشجيع صحيفتهم واستمرار صدورها، ولكن لا عجب في الحقيقة فقد صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت"، وفي الأمثال السائرة المتداولة: من أمن العقاب أساء الأدب.

وقد روي عن عمر وعثمان رضي الله عنهما أنهما قالا: "إن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقرآن".

وإن هذه الصحيفة قد تجاوزت الحدود واجترأت على محاربة الدين والطعن فيه بهذا المقال الشنيع جرأة لا يجوز السكوت عنها، ولا يحل لوزارة الإعلام ولا للحكومة الإغضاء عنها، بل يجب قطعا معاقبتها معاقبة ظاهرة بإيقافها عن الصدور ومحاكمة صاحب المقال والمسئول عن تحرير الصحيفة وتأديبهما تأديبا رادعا، واستتابتهما عما حصل منهما؛ لأن هذا المقال يعتبر من نواقض الإسلام ويوجب كفر وردة من قاله أو اعتقده أو رضي به؛ لقول الله سبحانه: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} الآية، فإن تابا وإلا وجب قتلهما لكفرهما وردتهما، ولا يخفى على ذوي العلم والإيمان ان هذا الإجراء من أهم الواجبات؛ لما فيه من الحماية لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وشريعة الله الكاملة، ولما في ذلك من ردع كل من تسول له نفسه أن يفعل ما فعلته صحيفة عكاظ، ويجترئ على ما اجترأت عليه.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.