وبقوله سبحانه {وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيماً} .وقد أجمع على ذلك الأطباء المهرة من العدول وغيرهم، الذين ثبت لهم من البحوث التجريبية والمعملية بما لا يدع مجالا للشك أن التدخين خطر على الحياة نفسها، مما يدخله مدخل الانتحار المحرم.
لماذا يشيع التدخين بين الشباب؟
لا أظن أن الآباء وكبار الأولياء قد جنوا على النشء البريء جناية أفدح ضررا ولا أعظم خطرا ولا أسوأ أثرا من تلقينهم الدروس الأولى في التدخين، وذلك منذ أرسلوهم ليبتاعوا لهم علب السجائر أول مرة، ثم استمرءوا بعد ذلك إشعالها وتدخينها على مرأى ومسمع أبنائهم الصغار، الذين تحتل غريزة المحاكاة مكانا أساسيا في طباعهم:
على ما كان عوده أبوه
وينشأ ناشئ الفتيان منا
وقد نشرت مجلة النيوزويك الأمريكية تحقيقا بتاريخ ٨/٤/١٩٦٨م أثبتت فيه أن أهم سبب يدعو الشبان إلى التدخين هو ((تقليدهم لأفراد الأسرة)) وخصوصا الأب، والأخ الأكبر. وأن نسبة هؤلاء الشبان هي ضعف نسبة الأولاد الآخرين.. من آباء غير مدخنين.
وجاء أيضا في تقرير موجز للكلية الملكية للأطباء في بريطانيا عن التدخين والصحة Smoking and health أنه قد ثبت علميا، من الدراسات التي أجريت، أن نسبة الوفيات بين من بدءوا التدخين قبل سن العشرين أكبر مما هي عليه بين الذين بدءوا التدخين بعد سن العشرين.
((أثر التدخين في التخلف الدراسي))
هناك إحصائية علمية قام بها عدد من الباحثين أبرزت نتيجتين هامتين:
أولاهما: وجود علاقة قوية بين التدخين، وبين حدوث التخلف الدراسي لدى الطلاب المدخنين ((والمقصود بالتخلف الدراسي: انخفاض نسبة التحصيل دون المتوسط العام بانحرافين معياريين سالبين، حيث نسبة التحصيل = العمر التحصيلي × ١٠٠ [٧] .