إنك لم تعد مجرد إنسان مدخن، بل صرت عبدا خاضعا لشر العادات، عادة التدخين التي تفتك بكل شيء، وأهم شيء: وهو قوة العزيمة. ونقطة البدء في صراعك مع التدخين، هي أن تستنقذ هذه الإرادة المسلوبة من براثن الداء، وبعدها يسهل عليك كل شيء بإرادة الله.
٢- لا تنس أبدا أن التدخين مجرد عادة يمكنك أن تستبدل بها غيرها، بتغيير المكان، أو الغياب عن العصبة المدخنة، أو تغيير المناخ والقيام ببعض الجولات والرحلات، والتسلي بهوايات جديدة مفيدة يغلب عليها الطابع الحركي الذي لا يترك للسيجارة مكانا بين إصبعيك، ولا فرجة بين شفتيك. وعندئذ تصبح السيجارة مجرد ذكرى كئيبة تطردها الأيام والأعمال عن مخيلتك.
٣- سوف تجد من شياطين الإنس من يقول لك: إن الإقلاع عن التدخين مسألة أعقد من ذنب الضب، بل هو من المستحيلات! فإن لقيت مثل هذا فاعلم أنه الصديق الجهول، الذي خير منه العدول العاقل. وضع نصب عينيك أن الكف عن التدخين إنما هو طاعة لله تعالى قبل أن يكون شيئا آخر.
وفي ذلك يقول الشيخ عبد الله بن الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله (فلا ينبغي لمن يؤمن بالله واليوم الآخر أن يلتفت إلى قول أحد من الناس إذا تبين له كلام الله وكلام رسوله في مسألة من المسائل، وذلك لأن الشهادة (بأنه رسول الله) تقتضي طاعته فيما أمر، والانتهاء عما عنه نهى وزجر، وتصديقه فيما أخبر) ا. هـ. وقد أفتى الشيخ خالد بن أحمد من فقهاء المالكية بأنه لا تجوز إمامة من يشرب التنباك، ولا يجوز الاتجار به، ولا بما يسكر ا. هـ.
وبذلك يستقر في الذهن أن التدخين محرم، والإصرار عليه كبيرة، حيث من المقرر لدى أهل العلم أن الصغيرة تعطى حكم الكبيرة بالإصرار عليها، أو التفاخر بها، أو بوقوعها من ذوي الولايات الدينية ومن يقتدى بهم ويحتج بفعلهم أو قولهم أو سكوتهم من العلماء والقضاة والأئمة وأهل الفتوى.