وشابوا أزرقاقه بالطين
كنت في ظلمة الدياجي أناجي
مشرق النفس باليقين المكين
أنتشي أن قرأت في الليل
قرآني ورتلته بشدوٍ حزين
فرحتي دمعة تبلل خدي..
عندما يختفي رقيب العيون
ذقت في هدأة الدجى طعم إيماني
وطعم الهدى وطعم اليقين
يحلم الليل في فؤادي بالأسرار
حيث الوجود غافي الجفون
فغروني فأغرقوني بالألحان
والحان والهوى والمجون
ظلموني فأطفئوا شعلة القلب
وزجوه في ظلام السجون
كنت في روضة تعللني الأنسام
واليوم صرت في أتون
ظلموني فعلموني دين الغرب
دين الإلحاد واللاَّ دين
ظلموني فعلموني دين الخمر
دين الحشيش والأفيون
ظلموني فعلموني دين البغي
دين الغازات والهيدرجين
ظلموني فحطموا سدَّ أخلاقي
وكانت منيعة التحصين
ظلموني. من الذي علم الخود
فنون المجون في الصالون
ظلموني من الذي زين
الشر على شاشة التلفزون
ظلموني من الذي بث في
المذياع سمَّ الإيحاء والتلقين
ظلموني من الذي بغض
الدين وكنا نهفو له بالحنين
ردة نام عن كوارثها الحارس
في حضن رزقه المضمون
ورآها الجمهور من سنن الكون
فطمت على الربا والحزون
أين حكم الهدى وأيامه
البياض وتاريخه الوضيئ الجبين
حكمتني بعد الهدى وأيامه زمر
استالين تروي الإجرم عن لينين
فاشتكت للأشجِ منهم دمشق
واشرأبت بغداد للمأمون
وتعالت مقيرة النيل يا فاروق
يا عمرو يا صلاح الدين
وتلاقت في الشرق والغرب
صيحات تعاني من العذاب المهين
ما لنا والسفين في لجة البحر
شراعٌ إلا دعا ذي النون
هؤلاء الطغاة قد حكموني
واستبدوا على خطا موسليني
ظلموني فأين من ينصفوني
أين من يغرقون كي ينقذوني؟ !