أما المرأة التي تخرج من بيتها بدعوى أنها تريد أن تعمل - متبرجة - بزينتها ومتعطرة ومنكرة [٤] مائلة مميلة وكأنها تعرض نفسها حين تتجول بين الرجال.
فموقف الإسلام منها أنه يشبهها بالمرأة الزانية لما ثبت عند الترمذي من حديث أبي موسى الأشعري عن النبي عليه الصلاة والسلام قال:
"والمرأة إذا استعطرت فمرّت بالمجالس فهي كذا وكذا يعني زانية"، قال الترمذي:"هذا حديث صحيح", ولأبي هريرة مثله عند أبي داود, والذي يبدو أن اللفظة يعني "زانية" من قول أبي موسى الأشعري تفسير لكذا وكذا والله أعلم.
وهذه المرأة مثلها كمثل طعام شهي بذل صانعه في إعداده كل ما في وسعه ثم أخذه فجعله في قارعة الطريق وبجوار المستنقعات فرفع عنه الغطاء فهاجرت إليه الحشرات من كل مكان تستنشق ريحه فأخذ الذباب يحوم حوله فيسقط فيه أحياناً والناس ينظرون إليه مستقذرين وعابسين وجوههم.
وفي النهاية يصبح عشاء للكلاب إذا تغلبت على الحشرات ولا بد أن تتغلب هذا مثل المتبرجات المتجولات فلتربأ المرأة المسلمة بنفسها وشرفها عن هذه المنزلة المنحطة ولتسدل جلباب الحياء عن وجهها كما أمرها ربها وذلك خير لها عند الله وأمام المجتمع.
ويريد الإسلام من وراء هذا كله المحافظة على الأسرة المسلمة لأن سلامتها تعني سلامة المجتمع كما أن فسادها فساد للمجتمع كله كما تقدم.
وقد حرص الإسلام على هذا المعنى كل الحرص وأنه لا يُغفِل هذه المحافظة حتى في حال أداء بعض العبادات التي تؤدى في حال اجتماع الرجال والنساء في مكان واحد كالجمعة والعيدين مثلاً فقد نظم الإسلام كيف يتم هذا الاجتماع لأداء تلك العبادات.
يقول رسول الهدى عليه الصلاة والسلام وهو ينظم الصفوف:
"خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها, وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها"[٥] .