للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ} الواو للعطف أو للاستئناف, واللام للتعليل, وتكبروا بمعنى تعظموا الله تعالى بلفظ الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد, وذلك ليلة عيد الفطر وعند الخروج إلى المصلى، وعند انتظار الصلاة به بين هذا الرسول صلى الله عليه وسلم، أي شرع الله تعالى لنا الصوم والإفطار، فنصوم بأمره تعالى ونفطر بإذنه تعالى، وفي ذلك مظهر من مظاهر عظمة الرب تعالى وهنا يتعين التكبير لله والتعظيم، فتنطلق ألسنة المؤمنين لاهجة بأعظم لفظ: الله أكبر، الله أكبر, لا إله إلا الله الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد..

{عَلَى مَا هَدَاكُم} (على) هنا تعليلية بمعنى لأجل, أي تكبرون الله لأجل ما هداكم إليه من الصيام الذي هو من أعظم العبادات، والإفطار الذي هو من أكبر النعم على العباد حيث أباح لهم ربهم تعالى الأكل والشرب وما كان ممنوعاً بالصوم تعبداً لهم وتربية وتهذيباً، فله وحده الحمد والمنة.

{وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُون} الواو للعطف.. (ولعل) هي الإعدادية كما قال بعض أهل الذوق القرآني أي تعد المؤمن للشكر.. و {تَشْكُرُون} بمعنى تظهرون نعمة الله عليكم بحمده تعالى المنعم بها، والثناء عليه مع طاعته بامتثال أمره واجتاب نهيه، فمن امتثل أمر الله فصام رمضان ثم أفطر يوم العيد ولبس صالح ثيابه وتصدق من طيب ماله، وخرج يلهج بذكر اسم ربه وصلى صلاة العيد فقد شكر الله، وأدّى بعض الواجب الذي خُلق لأجله الذي هو الذكر والشكر.

ب- جملها وتراكيبها:

قوله تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} ..