وقال صلى الله عليه وسلم - لأبي ذر في شأن الإمارة -: "إنها أمانة, وإنها يوم القيامة خزي وندامة, إلا من أخذها بحقها وأدّى الذي عليه فيها", وجعل صلى الله عليه وسلم من أبرز صفات المنافقين الخيانة, التي هي ضد الأمانة, قال صلى الله عليه وسلم: "أربع من كن فيه كان منافقا خالصا, ومن كانت فيه خصلة منهن كان فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: إذا أؤتمن خان, وإذا حدث كذب, وإذا عاهد غدر, وإذا خاصم فجر" متفق عليه.
ومن الأحاديث الجامعة لكل تلك الصفات: العلم, والقوة, والأمانة, وغيرها من الصفات الحميدة قوله صلى الله عليه وسلم: "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف, وفي كل خير, احرص على ما ينفعك, واستعن بالله, ولا تعجزن, وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا وكذا لكان كذا وكذا, ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل؛ فإنّ لو تفتح عمل الشيطان", فديننا دين الحرص, وبذل الجهد في تحصيل النافع للجماعات والأفراد في الدنيا والآخرة, لا كما يزعمه أعداؤه - الصرحاء والمنافقون – من أنه دين خمول وتأخر, وتاريخ العصور الإسلامية - المتمسك أهلها بالإسلام - شاهد بذلك, وإذا كان المنتسبون الآن إلى الإسلام متأخرين في مجال الدنيا والحياة والآخرة بسبب ضعف إيمانهم, فالذنب ذنبهم, وما للإسلام من ذنب, وما على أعداء الإسلام إلا أن يدرسوا الإسلام في مصدريه: كتاب الله وفي سنة رسوله الصحيحة, عقيدة وحكماً, وسياسة داخلية, وخارجية, واقتصادا, وسلما, وحربا, متجردين عن التعصب الذي أعماهم عن الحق ليعرفوا الإسلام من حيث هو إسلام عمل به أهله أم تركوه, ليعرفوا أنه كما قال الله: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} .
واجب المسلمين نحو هذه الصفات: