إن لجماعة المسلمين الثابتة الوجود شرعاً بحديث مسلم "تلزم جماعة المسلمين وإمامهم "فقلت: فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام الخ.."عملاً معروفاً في كتب الفقه الإسلامي الذي هو شريعة المسلمين ومجمل القول في هذا العمل: أنه كل ما كانت تقوم به حكومة أمام المسلمين عند وجودها وقدرتها من إطعام الجائع، وكسوة العاري، ومداواة المريض، وإرشاد الضال، وتعليم الجاهل، وحماية عقائد المسلمين، وأرواحهم وأعراضهم، وأموالهم، وديارهم. ومن ذلك واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.
الخطوة الثالثة:
هي العلم الفوري على توحيد كل الجمعيات الإسلامية في البلد الإسلامي، ودمجها في جماعة واحدة، هي جماعة المسلمين، التي تنشأ في كل قرية من القرى الإسلامية، وكل حي من أحياء مدنهم، وهذا التوحيد ضروري للعمل الإصلاحي، ولا مبرر لغيره أبداً، إذ هدف المسلمين واحد، وهو أن يعبد الله وحده لا شريك له، ولا يتحقق هذا الهدف كاملاً إلا في المجتمع الإسلامي، وظل الحكم الإسلامي، وهذا متوقف بدوره على وحدة المسلمين، وتعاونهم على البر والتقوى. ووجود جمعيات متعددة تذهب بريح الأمة، وتضعفها، ويبدد جهدها وطاقتها، فلا تصبح قادرة على العطاء والحياة.
الخطوة الرابعة:
في تفصيل العمل وتنظيمه:
إن هذه الخطوة لمن أهم خطوات هذا الطريق إذ عليها تدور سائر أعمال جماعة المسلمين، فهي الكل في الكل، والبداية والغاية وبيانها كالتالي:
أ - تكوين هيئة الجماعة في القرية أو الحي من المدينة، وهي عبارة عن لجنة رئيسية تحتها لجان فرعية تقوم كل لجنة بعمل خاص. فاللجنة الرئيسية تتكون من أمير الجماعة ومستشارين له لا يقل عددهم عن ثلاثة أنفار من صالحي أهل القرية أو الحي، ومهمة هذه الهيئة الإرشاد، والتوجيه، وإدارة عمل الجماعة.