وإذا ذهبنا نلتمس حكم العبادات وأسرارها وآثارها على النفس والمجتمع وجدناها مجملة في القرآن الكريم مبينة في السنة المطهرة حقيقة في حياة السلف الصالح: قال تعالى عن الصلاة: {وَأَقِمِ الصَّلاةَ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ}[١] والفواحش والمنكرات من أقوى أسباب الضعف التي تقود المجتمع إلى المرض والهلاك. يقول سبحانه عن الزكاة:{خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا}[٢] فهي تطهر نفوس الأغنياء من الشح والبخل، وتزكي نفوس الفقراء فلا حقد ولا حسد ولا بغضاء، وكفى بالمجتمع قوة وسعادة أن يخلو من هذه الأمراض الخطيرة التي تهد قواه، وتزعزع أمنه، وتصدع وحدته، وتضعضع قوته. ويقول عز وجل عن الصوم:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}[٣] .