وحقيقة المعركة الطويلة الأمد لم تكن بين الإسلام والشرك بقدر ما كانت بين المسلمين وأهل الكتاب من اليهود والنصارى, وما الحروب الصليبية سابقا والحروب في فلسطين حاليا ببعيدة عنا. وفي الأرض اليوم أنظمة ومناهج وأوضاع من صنع العبيد, لا يأمن فيها من خالفها من البشر على نفسه, ولا على ماله, ولا على عرضه, ولا على حرمة واحد من حرمات الإنسان, ثم يقف ناس يرون هذا في واقع البشر وهم يتمتعون ويجمجمون لدفع الاتهام الكاذب عن منهج الله بتشويه هذا المنهج وإحالته إلى محاولة هازلة قوامها الكلام في وجه السيف والمدفع في هذا الزمان, وفي كل زمان وعلى رأس كل وضع من هذه الأوضاع تقوم الأجهزة الإدارية لتؤدي دورها وفعلها المهم بكل نشاط, لذلك فإن وضع المسلمين اليوم وحالتهم مما هم عليه من التخلف والتأخر ونزع المهابة من صدور الأعداء وغير ذلك من وسائل الضعف بالرغم من وجود الثروات الطبيعية والخيرات النافعة النامية في بلادهم كل ذلك سببه يعود إلى فساد الأنظمة التي بدلوها بالإسلام العظيم الصالح وقيمه, إذ هي التي خسرتهم, وحالت دون تقدمهم وازدهارهم, بل وإن شئت فقل إن هذه الأنظمة المستوردة الفاسدة هي التي وقفت بهم هذه الوقفة الجامدة المتحجرة, وقيدتهم بقيود استمداد الإيحاءات ممن اشتروها, وهم بطبيعة الحال أعداء, والعدو لا يرحم عدوه, بالإضافة إلى نقص في العقلية والتفكير؛ لأنهم بشر وهيهات وهيهات أن يرو التقدم والازدهار مالم يأخذوا بنظام الإسلام الأوحد. وهذه المشاكل العالمية الكبرى لأكبر دليل شاهد على ما نقول بالنسبة للعالم بصورة عامة, والبلاد الإسلامية خاصة, إذ ليس الإسلام العظيم أراد بهم هذا, بل إن المسلمين أنفسهم ضعفوا وتخلفوا وتقلصوا عندما تركوا مصدر عزهم ونصرهم الأساسي المتين الجبار وهو الإسلام العظيم قال تعالى: {أُولَئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَتْ تِجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا