والعجب العجاب والعظمة البالغة من الإكبار والاحترام لقوة الإسلام العظيم الرهيبة, والمؤيد بالقوة العلمية الخارقة؛ إذ أنّ الله تعالى - وهو أحكم الحاكمين حقا - يؤيِّد هذا الدين بالرجل الفاجر قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله يؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر"[٧] .
فقد برهنت الوقائع المتناهية والأدلة الثابتة بصدق ما ذكرنا آنفا, إذ وقف بوجه هذا الشيخ.. ومن دار بفلكه رجل نصراني من أتباع الصليب يرده بعنف, ويفنّد مزاعمه وأباطيله ويجهله بنفس المؤلف هو الأستاذ بطرس بطرس غالي, وهذا ما يكفيه خزيا, وردّه هذا يقع في عشرين صفحة من ١٧١-١٩١, وفي فصل كامل ونحن لا نستطيع أن نسطِّر هذا التفنيد كله لافتراءات الشيخ.. على الإسلام وجهله به إلا أننا نقتبس منه بعض الشيء ليستنير القارئ المسلم الكريم والباحث المنصف بعظمة الإسلام وقوته الحركية المولدة الدافعة نحو التقدم والازدهار, وهذه حقيقة عظمة الإسلام في كل زمان ومكان, (والفضل ما شهدت له الأعداء) , قال الدكتور بطرس بطرس غالي: "وآراء الأستاذ.. في رأينا تنطوي على كثير من المبالغة؛ فقد أثبتت الدراسات التي قام بها العلماء أخيراً, أنّ هناك مفكّرين سياسيين في الإسلام لا يقلون شأنا عن المفكرين السياسيين في الأمم الأخرى فهناك عشرات [٨] من العلماء ألّفوا في علم السياسة ممن سنعرض لبعضهم بالإيجاز ولبعضهم بشيء من التفصيل: