فهذه الحكاية ذكرها أيضاً بعض الفقهاء والمحدثين، وليست بصحيحة ولا ثابتة إلى العتبي، وقد رويت عن غيره بإسناد مظلم، وبعض العلماء يرويها عن العتبي لا إسناد كما في تفسير ابن كثير عند الآية المقدمة الذكر آنفاً وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب الهلالي وبعضهم يرويها عن محمد بن حرب عن أبي الحسن الزعفراني عن الأعرابي، وقد ذكرها البيهقي في كتاب شعب الإيمان بإسناد مظلم أيضاً عن محمد بن روح بن يزيد البصري حدثني أبو حرب الهلالي وقد وضع لها بعض الكذابين إسناداً آخر إلى على بن أبي طالب رضي الله عنه، روى أبو الحسن على بن إبراهيم بن عبد الله بن عبد الرحمن الكرخي عن على بن محمد بن على حدثنا أحمد بن محمد بن الهيثم الطائي قال حدثني أبي عن سلمة بن كهيل عن أبي صادق عن علي رضي الله عنه فذكر هذه الحكاية، فهذا خبر منكر موضوع وأثر مختلق مصنوع لا يصلح الاعتقاد عليه ولا يحسن المصير إليه، وإسناده ظلمات بعضها فوق بعض. والهيثم جد أحمد بن محمد بن الهيثم إن كان ابن عدى الطائي فهو متروك كذاب وإلا فهو مجهول، وقد ولد الهيثم ابن عدى بالكوفة ونشأ بها وأدرك زمان سلمة بن كهيل فيما قيل ثم انتقل إلى بغداد فسكنها: قال عباس الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول:"الهيثم بن عدى كوفي ليس بثقة كان يكذب "، وقال العجلي وأبو داود:"كذاب "، وقال أبو حاتم الرازي والنسائي والدولابي والأزدي:"متروك الحديث ". وقال السعدي:"ساقط قد كشف قناعه "، وقال أبو زرعة:"ليس بشيء "، وقال البخاري:"سكتوا عنه أي تركوه ". وقال ابن عدي:"ما أقل ما له من المسند وإنما هو صاحب أخبار وأسمار ونسب وأشعار "، وقال ابن حبان:"كان من علماء الناس بالسير وأيام الناس وأخبار العرب إلى أنه روى عن الثقات أشياء كأنها موضوعة يسبق إلى القلب أنه كان يدلسها ". قال الحاكم أبو أحمد الكبير:"هو ذاهب الحديث "، وقال الحاكم أبو عبد الله صاحب المستدرك:"الهيثم ابن عدى الطائي في علمه ومحله