للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والأستاذ شاعر مطبوع وهو في مصاف شعراء الطبقة الأولى في العالم العربي اليوم, فهو على هذا فارس حلبتي النثر والنظم, وللأستاذ ديوان مطبوع وأخرى في طريقها إلى الطبع, والخيط الذي يجمع بين سائر ما كتبه الأستاذ وما قاله من شعر ونثر هو نبل المقصد, وسمو الفكرة, وجمال الغاية إلى سحر اللفظ, وروعة البيان, وجودة الأسلوب. فمؤلفات الأستاذ على اختلاف مناحيها من قبيل الأدب الموجه الذي تفرض فيه الغاية نفسها على القارئ فرضا, وتبدو حية بارزة خلف كل عبارة من عبارات الأستاذ, ولا يرد على الأستاذ وطريقته في الكتابة ما يقوله أهل الأدب من أن التقيد في الأدب من عيوب هذا الفن, وأن الأديب لا يعطيك ما عنده من روائع إلا إذا أطلقت له العنان وتركته على سجيته, وأزحت الحدود والقيود من أمامه. وهذا الكلام صحيح من جهة وفاسد من جهة أخرى, أو صحيح من فئة وفاسد من فئة أخرى, صحيح أنّ الفكرة إذا فرضت على الأديب فرضا وألزم الكتابة فيها تكون قيداً له, وعيبا في إنتاجه, ولكن الأديب إذا كان مستهاما بفكرته التي يكتب لها, مؤمنا بها, بل لا يملك إلا أن يكتب عنها, فحينئذ لا تكون الفكرة والغاية عيبا في الأديب, وقيدا في طاقته, بل يكون الخروج عن هذه الفكرة الأثيرة لدي الكاتب عيبا فيه وفي إنتاجه؛ لأنه حينئذ يكلّف الكتابة فيما لا يريد. وعلى هذا فالأستاذ المجذوب حينما يلتزم الفكرة الإسلامية في كتاباته كلها, ويعالج جميع القضايا التي يتطرق لها من وجهة النظر الإسلامية, وحينما يصرُّ على الكتابة في الموضوعات الأخلاقية النافعة, فإنّ هذا الالتزام ليس عيبا في الأستاذ وإنتاجه الأدبي, بل هو ميزته على سائر الأدباء من كتاب عصره, لأن الفكرة التي يلتزم بها الأستاذ في كتاباته لم تفرض عليه فرضا من سلطة عليا تريد له أن يحب هذه الفكرة ويدندن حولها في الوقت الذي لا يحبها هو أو لا يؤمن بها. بل إن الفكرة الإسلامية التي يتقيد بها الأستاذ في