ويقال: إن كليهما في البداية لم يكن مقتنعا باتخاذ فلسطين وطنا قوميا لليهود.. وإن هرتزل كان في البداية يفضل مواقع أخرى مثلا الأرجنتين وقبرص وشبه جزيرة سيناء، لكنه مع المؤتمرات الصهيونية التي انعقدت تغلب الاتجاه إلى فلسطين..
وقد يؤكد القول بأن هرتزل في البداية لم يكن متجها إلى فلسطين محادثاته مع الزعماء الإنجليز التي تم - بناءً عليها - إيفاد بعثة إلى سيناء سنة ١٩٠٦؛ لبحث مدى صلاحيتها على الطبيعة، لكنه من ناحية أخرى.. فإن سيناء ملاصقة لفلسطين، وهى من ناحية التقديس عندهم لا تقل عن فلسطين؛ ففيها كلم الله موسى، وفيها كتبت الألواح ونزلت الوصايا العشر، ثم هي امتداد طبيعي لدولة فلسطين الموسعة كما تكشفت أطماعهم بعد ذلك:(من الفرات إلى النيل، ملكك يا إسرائيل) .
أما الصهيونية الثقافية: فقد تزعم جناحها أحدها عام (١٨٥٦- ١٩٢٧) .
وقد أعلن أن وجود الأمة اليهودية بخصائصها المتأصلة، هو ما يحقق الإنسان الأكثر كمالا..
ونحن نرى أن مراحل استلاب الوطن الإسلامي في فلسطين جرت على النحو التالي:
١- قبل القرن السادس عشر الميلادي... كان الأمر مجرد أمل لم يصرح به.. [٤] .
٢- منذ القرن السادس عشر الميلادي.. كانت مرحلة التفكير والدعوة ...
٣- منذ القرن التاسع عشر الميلادي.. كانت مرحلة التخطيط ...
٤- في القرن العشرين كانت مرحلة التنفيذ ...
وغني عن الذكر أن لا حق لليهود - تاريخيا - في أرض فلسطين..؛ فإنها منذ السنة الخامسة عشرة الهجرية أرض إسلامية.. وهى قبل هذا التاريخ أرض عربية، وطوال خمسة آلاف سنة فإن عمر اليهود على هذه الأرض الطيبة لم يجاوز (١٤٥) مائة وأربعين مائة عام على فترين:
الفترة الأولى بين سنة ١٠٠٠ قبل الميلاد حتى سنة ٩٢٧ قبل الميلاد..
والفترة الثانية بين سنة ١٤٢ قبل الميلاد حتى سنة ٧٥ قبل الميلاد كذلك..