للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلنا أولا: لسنا مسئولين عن جهلكم الفاضح لمعنى هذه الجملة {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} ، وقبل أن نوضحها لكم نقول: إن علمكم الحديث هذا الذي علمتم به نوع الجنين وهو في بطن أمه، جاء متأخرا جدا بقرون عديدة ما الله بها عليم، عندما وجدت أول امرأة ولود منذ وضعن أولات الأحمال إلى اليوم، فتستطيع الكثيرات خصوصا الذكيات منهن، بعد أن سبق لها الإنجاب من النوعين أن تعين ما في بطنها بعلامات خاصة تحدث لها، وبعضهن تحدين الأطباء في هذا، هم يؤكدون مثلا أن الجنين ذكر، وهي تعكس بإصرار، وعندما يفصل عنها جنينها يكون القول ما قالت حزام، وينقلب (العلم الحديث) خاسئا حسيرا؛ فالأم علمته قبلكم قديما، وعلمتموه أنتم متأخرين، وهو الفتح من أصل الغيب الذي بيده وحده سبحانه مفتاحه، والأصل قوله {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} .

وتعالوا نوضح: فالعلم بما في الأرحام، هو عندما توضع فيه قطرة النطفة، هل ستتحول إلى ذكر يتبعها ذكور دائما، أم أنثى تتبعها إناث دائما، أم يخلق ذكرا حينا وأنثى حينا، أم تموت النطفة بالعقم فلا ذكر ولا أنثى، والعقم مؤقت أم دائم؟ كل هذا هو العلم بحال الرحم، وهو المعنى المقصود بقوله تعالى - وهو أعلم -: {وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ} ، والذي بيده وحده مفتاحه دون سواه {يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيماً} ، فأصل الهبة في الآية حين وضع النطفة، وهذا هو الغيب الذي سُطِّر ولم يعلم به ولم يستطع غيره، إلى أن يفتح منه سبحانه بما ذكرت الآية وأوضحناه، وعندئذ يعرف نوع الهبة أو الحرمان منها كلية، {اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ} .