للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

٢- القدس ومفاوضات السلام:

إن المسجد الأقصى هو أحد المساجد الثلاثة التي تشد الرحال إليها، وهو مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء والمعراج، وهو قبلة المسلمين في صدر الإسلام قبل أن تتحول القبلة إلى المسجد الحرام.

والمسلمون في كافة بقاع الأرض يعرفون هذه المنزلة للقدس الشريف والمسجد الأقصى فيه، وهم لذلك يرون أن التفريط في شيء منه تفريط في مقدساتهم الدينية وتجتمع كلمتهم على ذلك.

وإن مفاوضات السلام التي تجري في هذه الأيام لا يمكن أن تحقق سلاما دائما بين الغاصبين وأصحاب الحق إذا ما استمر هؤلاء الغاصبون على حرمان أصحاب الحق من حقهم وأصروا على ادعاء ملكية ما اغتصبوه منها.

وليعلم جميع الأطراف أن المسلمين يعلمون أن عليهم واجبا دينيا لانتزاع أرضهم ومقدساتهم من أيدي الأعداء، وأنهم عازمون على ذلك مهما طالت الأيام وقامت العقبات.

وإن اليقظة الإسلامية التي ظهرت بوادرها في بقاع شتى من أرض المسلمين كفيلة بأن توحد كلمتهم وتوقظ همتهم، وتجمع قولهم لانتزاع حقهم السليب وتحقيق العزة لهم والنصر على أعدائهم؛ {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} .

٣- مقاومة المد الشيوعي في أفغانستان:

أصيبت أفغانستان المسلمة بنكبة شيوعية أقامت نظاما عميلا يستند إلى الدولة الشيوعية الملحدة التي ذاق المسلمون من ويلاتها شرورا وآثام كثيرة.

غير أن اليقظة الإسلامية في أفغانستان أبت أن تستكين لهذا الحكم الشيوعي الذي يدمر عقيدة المسلمين، ويحارب عبادتهم، ويقضى على مقومات حياتهم؛ فتجمعت الهيئات الإسلامية واتفق زعماؤها على أن يكونوا يدا واحدة لمواجهة هذا الخطر الزاحف، وقد ظهرت بشائر النصر حيث تمكنوا من تحرير عدد من المقاطعات السبعة ولا زال الكفاح المسلح مستمرا.