وبحلول التاريخ الموافق لمولد رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم - تحل مناسبة ابتدع كثير من الناس فيها إقامة الاحتفالات بالمولد، وزعموا أن ذلك مما يحقق المراد من حب رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وموالاته، ويغفلون الواجب في أن محبة الرسول إنما تكون باتباعه وطاعته.. أما هذه الاحتفالات الشائعة فهي غير جائزة، بل من البدع المحدثة في الدين؛ لأن الرسول – صلى الله عليه وسلم - لم يفعله، ولا خلفاؤهم الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع، ولا التابعون لهم بإحسان في القرون المفضلة، وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حبا لرسول الله - صلى الله علية وسلم - ومتابعة لشرعه ممن بعدهم، وأول من ابتدعها فيما بلغناهم الفاطميون في القرن الرابع هجري، وهم معروفون بالعقيدة الفاسدة وإظهار التشيع لأهل البيت وللغلو فيهم. وقد ثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، أي مردود عليه، وقال في حديث آخر:"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فان كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلاله".