للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ودور الماء الظاهر في إنبات كل شئ دور واضح يعلمه البدائي والمتحضر، ويعرفه الجاهل والعالم.. ولكن دور الماء في الحقيقة أخطر وأبعد مدى من هذا الظاهر الذي يخاطب به القرآن الناس عامة، فقد شارك الماء ابتداء - بتقدير الله - في جعل تربة الأرض السطحية صالحة للإنبات، إذا صحت النظريات التي تفترض أن سطح الأرض كان في فترة ملتهبا، ثم صلبا لا توجد فيه التربة التي تنبت الزرع، ثم يتعاون الماء والعوامل الجوية على تحويلها إلى تربة لينة [١٩] ، ثم ظل الماء يشارك في إخصاب هذه التربة، وذلك بإسقاط "النتروجين - الأزوت" من الجو كلما أبرق فاستخلصت الشرارة الكهربائية التي تقع في الجو النتروجين الصالح للذوبان في الماء، ويسقط مع المطر؛ ليعيد الخصوبة إلى الأرض.. وهو السماد الذي قلد الإنسان القوانين الكونية في صنعه الآن بنفس الطريقة! وهو المادة التي يخلو وجه الأرض من النبات لو نفدت من التربة [٢٠] .

والآيات الكريمة السابقة من سورة طه والأنعام والزمر والنحل والمؤمنون.. وغيرها تشير إلى كثير من خصائص النبات.

الآية الكريمة من سورة الأنعام توضح معنى علميا (وهو أن الماء ينبت البذور؛ فتخرج أجنة النبات من دور الركود، وتخصص أجزاء منه للأوراق في إنتاج المادة الخضراء، وهى اللازمة لتكوين المادة الغذائية داخل عروق النبات؛ فتتكون البذور والثمار) [٢١] .