١- عامل الخلق الأول لكل النبات: هو الماء؛ {وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْء} .
٢- عامل الخلق الثاني: هو المادة الخضراء التي تشير إليها الآية بكلمة {خَضِراً} ؛ {فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِراً} .
٣- عامل الخلق الثالث: وهو إخراج الحب والثمر المتباين والمختلف حجما وشكلا، بين قمح وعنب ورمان وزيتون ... الخ. قال تعالى:{نُخْرِجُ مِنْهُ حَبّاً مُتَرَاكِباً وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ}[٢٥] .
والحبّ المتراكب كالسنابل وأمثالها، والقنوان جمع (قنو) ، وهو الفرع الصغير، وفي النخلة هو (العذق) الذي يحمل الثمر، ولفظة {قِنْوَانٌ} ووصفها {دَانِيَةٌ} يشتركان في إلقاء ظل لطيف أليف، وظل المشهد كله ظل وديع حبيب..، {وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ} .. {وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ} .. هذا النبات كله بفصائله وسلالاته - {مُشْتَبِهاً وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ} - أي:(مشتبها في الخلق مختلفا في الطعم)[٢٦] ، أو (بعضه متشابه وبعضه غير متشابه في القدر واللون والطعم)[٢٧] ، {انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} .. انظروا بالحس البصري والقلب اليقظ، انظروا إليه في ازدهاره، وازدهائه عند كمال نضجه، انظروا إليه واستمتعوا بجماله.. لا يقول هنا: كلوا من ثمره إذا أثمر، ولكن يقول:{انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ} ؛ لأن المجال هنا جمال ومتاع، كما أنه مجال تدبر في آيات الله، وبدائع صنعته في مجال الحياة [٢٨] .