كيف إذن: والإنسان يحمل هذه النفس التي حوت تلك النقائص. وغيرها. أن يُشَرِّع للغد القريب والبعيد؟ أنه وضع نظماً تحكمه نبعت من نفسه التي بتلك المثابة، وأخذ يفكر: هل يجعل تلك النظم مبقية للأموال في أيدي الناس فتكون الحياة رأسمالية طاغية؟ أو يسلبها من أيديهم فتكون شيوعية أو اشتراكية باغية؟ هل يعاقب مرتكب جريمة الزنا أو يطلق سراحه؟ هل يجري السارق أو يعفو عنه؟ هل يقتل القاتل أو يكتفي بسجنه؟ هل يمنع الربا أو يبيحه بعد تغليفه بغلاف يسميه الفائدة؟ هل يسمح بتأسيس حانات الخمور؟ ويعفو عن السكارى والداعرين؟ هل يملأ البلاد طولاً وعرضاً بمواد مخدرة مفسدة للعقول بل ومذهبةً لها؟ فيرضى أمزجة المجرمين؟ ويشبع هوى الداعرين؟ هل يحمى المجرم الذي ينال منه مغنماً ولو على حساب دينه ويجعله منه في أقرب مكان؟ هل يوالي أعداء الله من اليهود والنصارى والشيوعيين والإشتراكيين الملاحدة ويلقى إليهم بالمودة ليثبتوا قدمه في موضعها الذي يجب؟ هل.. وهل.. وهل..؟ إنه حَسِب أن سيسعد بتلك النظم، لأنه يجاري بها حياة من حادَّ الله ورسوله ويسير إمعة وراء كل ناعق، فتعس وشقي.
لقد أخذ يتخبط في دروب تلك النظم المظلمة، رغم أن المنقذ منه قريب، والعلاج لشقائه ناجع، والثمن في متناول كل إنسان، وصيدلية الدواء مفتوحة مصاريعها في كل ساعة من ليل أو نهار.
إن العلاج هو الإسلام، والإسلام وحده، ولا شيء سوى الإسلام..
الإسلام الذي أقام حدود الله بالقسط والحق، وبين أن هناك رباً خالقاً لا يعبد إلا هو، وإن هناك عبداً مخلوقاً لا ينبغي أن يوجه عباداته إلا لخالقه وحده.