بخمسة عشر شهرا, بينما أول دبابة إسرائيلية دخلت سيناء مكتوب عليها آية من التوراة.. ونصاب بالذين تشغلهم صعوبة اللغة العربية, ويبحثون عن حروف أخرى لها أو عزلها عن مجال العلم بزعم أنها لغة متخلفة.. والعبرية التي انقرضت منذ ألفي سنة أصبحت لغة العلم؛ لأنه لا توجد لغة متخلفة ولغة متقدمة..إنما توجد أمم متخلفة وأمم متقدمة.. وتوجد أمم عاجزة تفقد الثقة في كل مقوماتها.
من هنا فإن الوضع الصحيح بقضية فلسطين هي أنها قضية فلسطينية عربية إسلامية, ولن يقهر التعصب الباطل للتوراة إلا الإيمان الحق بالقرآن, ولن يقهر التآمر العالمي اليهودي إلا حركة بعث إسلامي تحرر فلسطين, وتبدأ في نفس الوقت من خلال وحدة الدم, ومن خلال وضع المبدأ الإسلامي العظيم وهو الجهاد, موضع التطبيق, تتشكل عوامل وحدة الأمة الإسلامية واستكمال مقومات الحضارة الإسلامية.
التعايش السِّلمي معناه سيطرة إسرائيل:
يا أستاذ جلال.. العالم العربي خلال عام ونصف بعد هزيمة حزيران يتحدث عن الحل السلمي والحل السياسي لقضية فلسطين, فما رأيك في هذا الحل السياسي والسلمي؟
أعتقد أننا يجب أن نتكلم بصراحة, فما من أمة تواجه لحظة مصيرية مثل التي تواجهنا الآن, إنّ الاعتراف بإسرائيل, وقبول التعايش السلمي معها يعني بكل وضوح قبول السيطرة الإسرائيلية على المصير العربي. والذين يطالبون بالحل لا يريدون إلا الاستمرار في التسلط على الشعوب العربية في ظل الحماية الإسرائيلية. وكلما طالت حكاية الحل السلمي كلما زاد التفوق الإسرائيلي.
الزمن ليس معنا
ألا يمكن أن يكون الحل السلمي مناورة لكسب الوقت لاستكمال التسلح, كما يقول دعاته؟