هذا ملخص قرار الوفد وقد سرنا كثيراً رجوع فخامة العقيد إلى الصواب في الأخذ بالسنة الصحيحة وقد دلت الأدلة من الكتاب والسنة الصحيحة وإجماع أهل العلم على أن السنة الصحيحة القولية والفعلية والتقريرات أصل عظيم من أصول الإسلام وهي الأصل الثاني في إثبات الأحكام الشرعية وبيان الحلال والحرام وهي الوحي الثاني كما أجمع العلماء أيضاً على أن من جحد كون السنة أصلاً معتبراً يرجع إليه في الأحكام وزعم أنه يكتفي بالقرآن عنها فهو كافر مرتد عن الإسلام وقد صنف في ذلك الحافظ السيوطي رسالة سماها مفتاح الجنة في الإحتجاج بالسنة ذكر فيها الأدلة من الكتاب والسنة والآثار على وجوب تعظيم السنة والأخذ بها وأنها الأصل الثاني من أصول الإسلام كما ذكر فيها إجماع العلماء على كفر من أنكر السنة وزعم أنه لا يحتج إلا بالقرآن ولا شك أن من أنكر السنة فقد أنكر القرآن وكذبه لأن القرآن الكريم قد أمر في مواضع كثيرة بطاعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأتباعه وعلق الرحمة والهداية ودخول الجنة والنجاة من النار على ذلك وقد كتبنا في هذا المقام مقالاً أبسط من هذا البيان ننشره قريباً إن شاء الله [١] فالواجب على فخامة العقيد أن يعلن توبته إلى الله سبحانه من إنكاره ما أنكر من السنة وأن يعلن التزامه بما صح منها عند أهل العلم كأحاديث الصحيحين وغيرهما مما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً أو فعلاً أو تقريراً وهنا أمر عظيم يهم القراء والمسلمين ويتعلق بفخامة العقيد ويجب علينا التنبيه عليه وبيان حكمه وهو أن الكتابة الإيطالية (ميريلا بيانكو) قد ذكرت في كتابها (القذافي رسول الصحراء) ص٢٤١ عن فخامة العقيد ما يدل على أنه يدعي أنه رسول من رسل الله وقد خاطبته في الصفحة المذكورة بقولها له:"يا رسول الله أكنت راعي غنم " فأجابها بقوله:"بلى فلم يكن هناك نبي لم يفعل ذلك" وهذا الجواب يقتضي إقراره لها على أنه رسول الله لأنه لم ينكر عليها ولم