ب – ما حد اليد هنا؟ هل هي من المنكب؟ هل هي من المرفق؟ أو هي من مفصل الكف؟ والسنة الفعلية هي التي تجيب على هذه التساؤلات، إذ كانوا يقطعون من مفصل الكف هذا، ولو أردنا أن نسرد الأحكام التي أجملت في القرآن، وبينتها السنة – أو الأحكام التي انفردت بها السنة في جميع الأبواب الفقهية، لاحتاج المقام إلى سِفْر، فلنكتف بهذه الإشارة، وهي كافية لمعرفة مكانة السنة، ومنزلتها في التشريع الإسلامي، وهو ما أردناه والله ولي التوفيق.
من هم أعداء السنة؟!!
على الرغم مما ذكر، ومما لم يذكر من الأدلة القطعية من الآيات الصريحة، والأحاديث الصحيحة، وآثار الصحابة، ومن بعدهم من أهل العلم.
على الرغم من تلك الأدلة التي تصرخ بأعلى صوتها، بأن السنة صنو الكتاب، وأن السنة هي الحكمة المذكورة في القرآن في غير ما آية، وأنها من وحي الله، وأن ديننا يؤخذ من الكتاب والسنة معاً لا من كتاب وحده، على الرغم من كل ذلك، لم تسلم السنة من تهجم جهله المتفقهة، وعداء غلاة الرافضة والزنادقة، حيث زعمت الرافضة، وجوب الإستغناء بالقرآن عن السنة في أصول الدين وفروعه والأحكام الشرعية، لأن الأحاديث في زعمهم رواية قوم كفار، وذلك لأنهم كانوا يعتقدون أن النبوة إنما كانت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه، وأن جبريل عليه السلام، أخطأ فنزل بها إلى محمد عليه الصلاة والسلام بدل أن ينزل بها إلى علي. وهذا الزعم يعني: أن أمر الوحي كان مضطرباً، ولا يصدر من تنظيم محكم من قبل رب حكيم سبحانه، وإنما يتخبط فيه ملك الوحي (جبريل) ، وأن ملك الوحي نفسه ليس بمعصوم تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.