كما يتضمن تكذيب خبر الرسول عليه الصلاة والسلام في ثنائه عليهم، وشهادته لمجموعة كبير منهم أنهم من أهل الجنة، ومن تجرأ على مثل هذا التصرف، ووصل إلى هذه الدرجة، فعليه أن يراجع الإسلام من جديد، لأنه قطع علاقته بالإسلام بهذا التصرف، الذي يعتبر ردة عن الإسلام، والله المستعان.
وقد حاول هؤلاء الزنادقة، إزالة السنة من الوجود، والقضاء عليها لو استطاعوا، أن يجعلوا وجودها وجوداً شكلياً فاقداً للقيمة، إلا أنهم لم يستطيعوا أن ينالوا منها شيئاً، وانقلبوا خاسرين ومهزومين، مثلهم كمثل الذي يحاول قلع جبل أحد مثلاً، فيحوم حوله، وفي سفحه، وينقل من أحجاره حجراً حجراً، ظناً منه أنه بصنيعه هذا يستطيع قلع الجبل وإزالته من مكانه، أو كالذي يغترف من البحر اغترافاً بيده أو بدلوه، محاولاً بذلك أن ينفد البحر أو ينقص؛ وما من شك أن هذا المسكين سوف تنتهي أوقاته ويحل أجله المحدود، والجبل جبل، والبحر بحر بل يبقى البحر ثابتاً في مكانه، يغوصه الغواصون من رجال هذا الشأن، ليخرجوا للناس اللآلئ والدرر من المسائل العلمية النافعة، كما يبقى الجبل ثابتاً وشامخاً، يصعده أصحاب الخبرة، ويترددون بين شعابه، ليعثروا على ما قد يخفى على غيرهم بين تلك الشعاب المتنوعة، التي لا يسلكها إلا الخواص، ليخرجوا بالمسائل الدقيقة، التي لا يفطن لها غيرهم – إذ لكل ميدان رجال.
هذه نهاية محاولة الرافضة ومن يشابههم ويسير في ركابهم، وقد أراد المنكرون لأخبار الرسول عليه الصلاة والسلام، بناء على القاعدة الكفرية السابقة، أن يجدوا ما يتعلقون به أمام خصومهم من أهل السنة، وذهبوا يبحثون عن الأخبار والأحاديث التي تؤيد ما ذهبوا إليه، من قريب أو بعيد، وفي أثناء بحثهم، عثروا على كلام باطل بطلان مذهبهم ونصّه هكذا:"ما جاءكم عني فاعرضوه على الكتاب فما وافقه فأنا قلته، وما خالفه فأني لم أقله ".