أما سراقة فالآية فيه أنه لما بلغه أن قريشا جعلت مائة بعير لمن يرد عليها رسول الله صلى الله عليه وسلم حياً أو ميتا ركب فرسه وحمل سلاحه وخرج في طلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وما أن سار وجدَ به السير حتى أخذ فرسه يعثر في الأرض وكلما عثر الفرس سقط سراقة على الأرض. وهكذا عدة مرات فلما رأى أنه دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفاقه عثر الفرس وذهبت يداه في الأرض وسقط سراقة عنه، ورأى دخانا كالإعصار فعرف حين رأى ذلك أنه الرسول صلى الله عليه وسلم قد منع منه وأنه ظاهر لا محالة. فنادى:"أنا سراقة بن جعشم أنظروني أكلمكم، فوالله لا أريبكم، ولا يأتيكم مني شيء تكرهونه". ولما عاد سراقة خائبا لامه أبو جهل فأنشده الأبيات التالية:
لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه
أبا حكم والله لو كنت شاهدا
رسول ببرهان فمن ذا يقاومه؟
علمت ولم تشكك بأن محمد
بأن جميع الناس طرا يسالمه
بأمر يود الناس فيه بأسرهم
ومن أولى آيات الهجرة أنه لما خرج رسول الله وصاحبه من الغار ولم يعرف أين كان اتجاههما جاء رجل من الجن من أسفل مكة وأخذ يتغنى بالأبيات التالية من الشعر، والناس يتبعونه يسمعون صوته وما يرونه حتى خرج من أعلى مكة: