للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إن الإيمان بالله وحده وعدم الإشراك به يمثل أول عنصر في عناصر المحافظة على الحياة إذ أن الإيمان هو الذي يعطي الإنسان الأمن والاستقرار والسكون الأمر الذي يدفعه إلى العمل والإنتاج وإثراء الحياة وتعمير الأرض والتعايش بسلام مع الآخرين جماعات أو دولا، ونقيضه الإشراك بالله واتخاذ الآلهة دونه باعتبار الإشراك بالله العنصر الأول في إبادة الحياة وقتلها إذ أن العقل لا يقبل ولا يستقر على الاستسلام بأن لهذا الكون بنظامه الدقيق من تعاقب الليل والنهار والمد والجزر في البحار والتوافق بين العناصر التي يتألف منها جسم الإنسان والعناصر التي تكون التربة الزراعية وغيرها لا يقبل العقل إلا أن يكون الموجد واحدا والمنظم واحدا والقوانين التي أودعها الكون واحدة كما أنه لا يقبل الشريك إذ أن الشراكة في الخلق تعني التنافس والتطاحن والتباين والاختلاف والعجز والفساد ثم يترتب على ذلك اضطراب الحياة وفقدان الطمأنينة والاستقرار والأمن والنظام، وإذا فقد الإنسان ما يؤمن به حقا ويحتاج إليه دوما ويستنجد به متى أراد ويدعو متى احتاج وهو متيقن من النجدة والإجابة- فقد الطمأنينة والأمن وفقد الدافع للحياة فضلا عن المحافظة عليها وفقدان الدافع والداعي يؤديان إلى قتل الحياة وتدميرها {لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا} (الانبياء) ٢٢