وفي سنة ١٣٥١ هـ أصدر المودودي مجلة (ترجمان القرآن) وجعلها منبرا للدعوة الإسلامية، وكان يبدؤها بتفسير القرآن العظيم بأسلوب يحافظ فيه على جوهر المعنى بأسلوب عصري يبلغ به دعوة الإسلام إلى معاصريه. وكان المودودي يشترك في تحرير مجلات أسبوعية منها مجلة (تاج) التي كان يديرها وحده ثم تحولت إلى جريدة يومية. ولما انتقل إلى العاصمة (دلهي) التقى برئيس جمعية علماء الهند الشيخ أحمد سعيد، وأصدرت هذه الجمعية سنة ١٣٥٨هـ جريدة (مسلم) وعين المودودي مديرا لها، ولما أغلقتها السلطة الاستعمارية أصدرت الجمعية جريدة أخرى بإدارته.
تأسيس الجماعة الإسلامية:
لقد فطن المودودي رحمه الله وهو يبحث موضوع (الجهاد في سبيل الله) إلى حقيقة الإسلام، وأنه لابد له من دولة تقيم شرائعه وأحكامه من العدل بين الناس، ورعايته فقرائهم، وهذا يستلزم قيام جميع المؤسسات التي تحتاجها الدولة كالقضاء والجيش والشرطة والبعثات الدبلوماسية وغيرها، فهو يقول:"الحكومة الإسلامية لا تكون في الحقيقة إلا حكومة مبلغة ومرشدة، مهمتها إعلاء كلمة الله في الأرض، وغايتها من الجهاد تغليب الإسلام على الكفر".
ونظر المودودي فرأى الأغلبية من المسلمين في الهند منقسمة إلى فريقين: أحدهما يسير في موكب حزب المؤتمر الهندي تحت زعامة غاندي الذي يدعو إلى قومية هندية موحدة، ويحارب فكرة تقسيم الهند على أساس الدين، والثاني يؤيد حزب الرابطة الإسلامية بزعامة محمد علي جناح، والذي يدعو إلى إنشاء دولة باكستان منفصلة عن الهند على أساس القومية الإسلامية.