شرعت الجماعة الإسلامية في مهمتها بتعميم الدعوة ونشر فكرة الإسلام، وكان الأستاذ المودودي رحمه الله لا يزال ينشر آراءه وأفكاره في مجلته ترجمان القران، ويلقي المحاضرات في الموضوعات الإسلامية أمام طلاب الجامعات وأساتذتها، وظهر في الجماعة نخبة من المؤلفين وقفوا حياتهم ومواهبهم لاستجلاء محاسن الإسلام بأسلوب عصري متين، وحرصت الجماعة الإسلامية على تربية أعضائها على الأخلاق الإسلامية وحثهم على أداء شهادة الحق قولا وعملا:{وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} . ولم يزد أعضاء الجماعة في مدى ست سنوات (من.١٣٦- ١٣٦٦ هـ) على ستمائة وخمسة وعشرين عضوا، إذ كان على من يلتحق بعضوية الجماعة الإسلامية أن يستقيل من وظائف الحكومة الإنجليزية المستعمرة، وإن كان محاميا أن يمتنع عن المرافعة أمام المحاكم التي كانت تحكم بغير ما أنزل الله، وأن يرفضوا التعامل بالربا والعقود المحرمة الأخرى، وقد أثبت هؤلاء النفر المؤمنون الذين بايعوا المودودي أنهم جادون في عملهم للإسلام ودعوته.
جهاده وبلاؤه:
وحين انقسمت الهند إلى دولتين الهند وباكستان، ازدادت أعباء (الجماعة الإسلامية) فكان عليها إلى جانب نشر التصور الصحيح للإسلام وإعداد الفرد المسلم وإصلاح المجتمع، أن تعمل على جعل باكستان دولة إسلامه تطبق الإسلام، وذلك:
١- بمطالبة الحكومة بوضع الدستور الإسلامي وتطبيق االشريعة الإسلامية..
٢- إعداد جيل متمسك بتعاليم الإسلام، مستقيم السلوك يستطيع تحمل مسئوليات النظام الإسلامي.