"ويذكر عن الشافعي رحمه الله أنه قال: ما جلس إلى جانبي ثقيل، إلا وجدت الجانب الذي هو فيه أنزل من الجانب الآخر. ورأيت يوما عند شيخنا - يقصد شيخ الإسلام ابن تيمية - رجلا من هذا الضرب, والشيخ يتحمله، وقد ضعفت القوى عن حمله، فالتفت إلي وقال: مجالسة الثقيل حمى الربع. ثم قال: لكن قد أدمنت أرواحنا على الحمى فصارت لها عادة أو كما قال".
وحدث العباس بن بنان قال: "كنا عند أبي بكر بن عياش يقرأ علينا كتاب مغيرة، فغمض عينيه، فحركه أحدنا وقال له: "تنام يا أبا بكر؟ ". فقال: "لا، ولكن مر ثقيل فغمضت عيني! "
وأنشد الخفاجي عن الزاهد بن عمران:
إلمام كلَّ ثقيل قد أضر بنا
نريد نَقْصَهُمُ والشر يزداد
ومن يخف علينا لا يُلمّ بنا
وللثقيل على الساعات ترداد
وروى عن محمد بن خلف بن الززبان عن عمر رضي الله عنه أنه قال: "من أمن الثقيل فهو الثقيل".
وروى بسنده أيضا عن علي بن الحسن قال: كان أبو أسامة إذا أبصر ثقيلا قال: "قد تغميت السماء! "
وعن ابن سنان القطان قال: "كان وكيع إذا جلس إليه ثقيل، غمض عينيه، وقام عنه! ".
وعن عبد الله بن شبرمة، قال: سمعت الشعبي ينشد:
ومن الناس من يخفّ ومنهم
كرحى البزر ركبت فوق ظهري
وذكر عبيد الله بن عمر أن يحيى بن سعيد - رحمه الله - جاءه مرة رجل يستثقله, فقال لي: من بالباب؟ فقلت: فلان, فصك رأسه بأصابع يديه كلها، وقال: يا أبا سعيد، جبل، جبل! فلما انصرفت مررت بالرجل وهو جالس على الباب فلا أدرى أذن له أم لا.
وروى سلمة بن شبيب قال: سمعت أبا أسامة يقول: إيتوني بمستمل خفيف على اللسان, خفيف على الفؤاد, إياي والثقلاء, إياي والثقلاء!
كلمة بليغة