للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولا أخفي عليك أن للعلماء آراء متعددة في المعنى الذي جئت عليه أنا- همزة الاستفهام-في هذه الآية الكريمة:

ففي تفسير القرطبي (٥) "قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ ... } والمعنى عند سيبويه تنبّه إلى أمر الذين.."

ويقول أبو حيان الأندلسي في تفسير البحر المحيط (٦) : "وهذه همزة الاستفهام دخلت على حرف النفي فصار الكلام تقريراً، فيمكن أن يكون المخاطب علم بهذه القصة قبل نزول هذه الآية الكريمة، ويجوز أن يكون لم يعرفها إلا من هذه الآية ومعناه التنبيه والتعجب من هؤلاء".

وقد ذكر الزركشي في كتابه البرهان (٧) أن من ضروب الاستفهام التنبيه ومثل له بآيات منها هذه الآية وقال: "والمعنى في كل ذلك أنظر بفكرك في هذه الأمور وتنبه".

وقال الزمخشري في تفسيره الكشاف (٨) : " {أَلَمْ تَرَ} تقرير لمن سمع بقصتهم من أهل الكتاب وأخبار الأولين، وتعجيب من شأنهم، ويجوز أن يخاطب به من لم ير ولم يسمع لأن هذا الكلام جرى مجرى المثل في معنى التعجب".

وفي تفسير الجلالين (٩) : " {أَلَمْ تَرَ} استفهام تعجيب وتشويق إلى استماع ما بعده".

ويقول صاحب الفتوحات الإلهية (١٠) معلقاً على قول الجلالين المتقدم: "قوله "تعجيب"أي إيقاع المخاطب في أمر عجيب غريب أي في التعجب منه، فعلى هذا يستفاد من الآية أن المخاطب لم يسبق له علم بتلك القصة قبل نزول الآية وقبل استفهام تقرير فعليه يكون المخاطب عالماً بالقصة والمقصود تقريره بها. اهـ شيخنا".

ويقول أبو السعود في تفسيره (١١) : " {أَلَمْ تَرَ} تقرير لمن سمع بقصتهم من أهل الكتاب وأرباب الأخبار وتعجيب من شأنهم البديع".

ولعلك أيتها الأخت العزيزة تسألين بعد هذا كله وتقولين: وما رأيك أنت في هذه الآراء، وما الذي تختارين وترجحين؟