مثل حاله مع الملوك في تفوقه عليهم في القوة وسعة الملك والسلطان وتغطيته عليهم بحال الشمس مع الكواكب، وأنها إذا طلعت لا يبدو من الكواكب شيء لشدة ضيائها.
ووجه الشبه هو (الهيئة الحاصلة من التفوق الظاهر للشيء على غيره) .
قال أبو إسحاق الغزي:
ما لهذا المنحني الظهر ومالي
لست أنسى قول سلمى ذات يوم
وكسوف الشمس من قرب الهلال
أنا شمس في الضحى وهو هلال
فقد مثلت حالها مع هذا المنحني الظهر يسيء إليها إذا اقترب منها بحال الشمس مع الهلال إذا اقترب منها أصابها بالكسوف..
ووجه الشبه هو (الهيئة الحاصلة من شيء إذا اقترب من شيء آخر أساء إليه) .
قال مروان بن سليمان بن يحي بن أبى حفصة يهجو قوماً من رواة الشعر بأنهم لا يميزون جيده من رديئه على كثرة استكثارهم من روايته:
بجيدها إلا كعلم الأباعر
زوامل للأشعار لا علم عندهم
بأوساقه أرواح ما في الغرائر [٢١] .
لعمرك ما يدرى البعير إذا غدا
مثل رواة الشعر الذين يستكثرون من حفظه، ثم لا يميزون بين الجيد منه والرديء بالأباعر التي تحمل الأوثاق والغرائر غادية ورائحة، وهي لا تدري ما في داخلها.
ووجه الشبه هو (الهيئة الحاملة من تحمل التعب في استصحاب الشيء مع جهله) .
قال بعض الشعراء:
ولا ندري متى يرد الحمام [٢٢]
يجد بنا الزمان ونحن نلهو
يمر بنا.. كما مر الغمام
ويخدعنا الهوى في ظل عيش
تسير بهم وهم فيها نيام
كركب سفينة في لج بحر
مثل حال الناس في الدنيا يخدعهم الهوى ويلهيهم الأمل، وتغرهم الدنيا بزخرفها ومتاعها، فيعيشون في غفلة، فلا يحسون بالأيام وهي تسرع بهم إلى نهايتهم التي يجهلونها بحال أناس ركبوا سفينة، ثم ناموا فهي تسير بهم وهم لا يحسون بها.
ووجه الشبه هو (الهيئة الحاصلة من الغفلة وعدم الإحساس والجهل بالنهاية) .