للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

هذا لون من المنافقين آتاهم الله دينا فيه هداية، وشريعة فيها صلاح وفلاح، فآمنوا إيمان ظاهريا، وعطلوا عقولهم، وألغوا تفكيرهم، ولم ينتفعوا بما جاءهم، ولم يقتفوا نهج من سلفهم، وكانوا أمة وحدهم، فابتكروا لأنفسهم منازع واتجاهات انحرفت بهم عن السنن الظاهر والحجة الواضحة، ولم يكتشفوا أنفسهم والهدي القائم بينهم والخير السائد فيهم، والنور الغامر لمن حولهم من المؤمنين الخالصين، فعموا عن ذلك كله وصموا، وضربوا صفحات عن هدي الله، وجعلوا بينهم وبين النور حجابا منيعا وسدا صلبا، فعاشوا بمعزل عن الحق وبمنأى عن الضياء، يهيمون في ديجور من الضلال وفي صلبا، فعاشوا بمعزل عن الحق وبمنأى عن الضياء، يهيمون في ديجور من الضلال وفي متاهة الباطل، لم ينعموا بما نعم له مخلصو المؤمنين من خير ونور وهدى.. مثل هؤلاء الصم البكم العمي في نفاقهم كمثل الذي استوقد نارا لينتفع بها في ليله الحالك فلما أضاءت النار ما حوله فرأى الضياء والسناء، سرعان ما أطفأها مطر شديد ذو ريح عاصف أخمد أوارها، وبدد لهيبها، فتحير وتخبط في الظلمات لا يدري ما يتجنبه ولا ما يتقيه.

{أَوْ كَصَيِّبٍ مِنَ السَّمَاءِ فِيهِ ظُلُمَاتٌ وَرَعْدٌ وَبَرْقٌ يَجْعَلُونَ أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ مِنَ الصَّوَاعِقِ حَذَرَ الْمَوْتِ وَاللَّهُ مُحِيطٌ بِالْكَافِرِينَ. يَكَادُ الْبَرْقُ يَخْطَفُ أَبْصَارَهُمْ كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [٣٤] .