وأوحى الله إلى أنبيائه: قال ابن الأعرابي: أوحى: إذ ابعث برسول ثقة إلى عبد.. واستوحيته: إذا استفهمته، والوحي ما يوحيه الله إلى أنبيائه، قال ابن الأنباري في قولهم:"أنا مؤمن بوحي الله".. سمي وحيا لأن الملك أسره عن الخلق، وخص به النبي صلى الله عليه وسلم المبعوث إليه.. وقال أبو إسحق: أصل الوحي في اللغة كلها إعلام في خفاء، والوحي (بفتح الحاء ممدودة) النار، والملك، والسيد من الرجال، والوحي والوحي مثل الوغي: الصوت يكون في الناس.. والوحا الوحا، والوحاء الوحاء، البدار البدار، الإسراع الإسراع.. وموت وحي سريع، الإيحاء البكاء يوحى أباه: يبكيه، والنائحة توحي الميت: تنوح عليه، ومن أمثالهم "من لا يعرف الوحي أحمق"يقال للذي يتواحى دونه بالشيء، أو لتعبير من لا يعرف الوحي، ومن أمثالهم "وحي في حجر"يضرب مثلا لمن يكتم سره، وللشيء الظاهر البين..) اهـ.
هذا ما ذكره ابن منظور [٢] وقد أسهب في القول وأسهبنا في النقل عنه ومع ذلك فلم ننقل كل ما قاله، وأنت تجد رحما جامعة بين استعمالات الكلمة المختلفة رغم تباين الدلالات أحيانا.
(٢) القاموس المحيط:
أما مجد الدين الفيروز آبادي فيوجز ما أطنب فيه صاحب اللسان إذ يقول:[٣](الوحي: الإشارة؛ والكتابة: والمكتوب؛ والرسالة: والإلهام والكلام الخفي: وكل ما ألقيته إلى غيرك؛ والصوت يكون في الناس وغيرهم: كالوحى، والوحاة والجمع وحي، وأوحى إليه بعثه وألهمه ونفسه وقع فيها خوف.. وأستوحاه: حرَكه ودعاه ليرسله واستفهمه، ووحّاه توحية عجله) اهـ.