ولذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام أرحم الناس بالأطفال وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم نموذجا لما يجب أن تكون عليه العلاقة الأسرية بين الأبناء والآباء فقد كان يحنو على الحسن والحسين... يمتطيان ظهره الشريف فيحبو بهما ويخاطبهما وقد أطال الرسول صلى الله عليه وسلم السجود مرة فسئل عن ذلك فقال:"إن ابني ارتحلني فكرهت أن اعجل حتى يقضي حاجته"[٢] وقد حدث أن كان عليه الصلاة والسلام يقبل الحسن وعنده أعرابي يتعجب من ذلك ويقول للرسول صلى الله عليه وسلم: "إن لي عشرة الأولاد ما قبلت أحدا منهم قط"فأجابه النبي صلى الله عليه وسلم: "من لا يرحم لا يرحم"[٣] وفي رواية: "أو أملك لك أن نزع الله الرحمة من قلبك؟ "، وفي هذا المعنى يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:"ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر"[٤] ، وكان صلى الله عليه وسلم رحيما بالصبيان عامة يسلم عليهم إن رآهم ويتسابق معهم إن رآهم يتسابقون ويلتقي بصبيان أسرته إذا عاد من سفر ويركب على ناقته من يلقاه منهم.
وهذا النوع من التربية للأطفال يؤدي إلى نتيجتين أولاهما إشباع حاجة الطفل الغريزية للحب والعطف والحنان والرعاية وثانيهما انتقال هذه الصفات منه إلى الآخرين كبارا كانوا أم أطفالا.
إن الإسلام عندما وضع على عاتق الأم أعظم مهام الحياة وهي التربية للأجيال وبناء الإنسان كان ذلك من معرفة الإسلام بأن التربية الصحيحة لا تتوفر إلا في الأسرة التي تستطيع المرأة فيها أن تعطي وقتها لبيتها وزوجها وأطفالها وأن توفر لهم جميعا المأوى الدافئ والجو المليء بمعاني العطف والمودة والرحمة.