عدنا إلى الفندق مشيا على الأقدام، والمسافة كانت طويلة لنرى الأسواق، لأننا لم نكن نتمكن من التجول فيها لضيق الوقت، وكان يوم عطلة، وفي واجهة بعض الدكاكين رأى الأخ محمد نور إعلانا دينيا فقرأه وإذا الرف المجاور مملوء بأعداد من مجلة نصرانية ذات ورق صقيل ناعم وطباعة أنيقة بحروف واضحة توزع مجانا وفيها الدعوة إلى النصرانية وبيان محاسنها، وأخبار عالمية عن الدين المسيحي وغير ذلك، وكان الأخ محمد نور قد أخذ أعدادا سابقة فأخذ أيضا من الأعداد المذكورة، وذكر أنها تتحدث عن الإسلام ومزاحمة المسيحية وتدعو إلى الجد والحذر، ولكن عامة الناس غير القسس والرهبان والمهتمين بالأديان مشغولون بالدولار ومستلزماته، ولا يعد الدين المسيحي يستحوذ على قلوبهم وإنما المتحمس له يكتفي بالانتساب إليه وبحضور الكنيسة دقائق يوم الأحد.
وسيأتي حديث عن إخفاق بعض الكنائس إن شاء الله.
إلى لوس أنجلس
من شيكاغو إلى لوس أنجلس:
وفي يوم الاثنين الموافق ١٢/٨/١٣٩٨ هـ غادرنا مدينة شيكاغو إلى المطار، وكان الأخ أحمد زكي هو الذي جاء إلينا في الفندق وأوصلنا إلى المطار.
وكالعادة وجدنا في باب مبنى المطار الموظف المختص الذي أخذ حقائبنا دون أن نتعب في إيصالها إلى داخل القاعة، وبعد الإنهاء الخاص بالتذاكر ودعنا الأخ أحمد زكي ودخلنا إلى الطائرة فأخذنا مقاعدنا، وكان الإقلاع في الساعة الواحدة والدقيقة العاشرة بعد الظهر وسط سحاب كثيف ورذاذ من الماء.