ولقد شاع تشبه الرجل بالمرأة لدى الكفرة الذين ضلوا عن دينهم وأصبح دينهم هو الشهوات يبحثون عنها ويستمتعون بها بكل وسيلة، وقد فقدوا رجولتهم وكرامتهم، فصاروا عبيدا للشيطان وللنساء، وهم بفعلهم هذا يرغبون في التقرب إلى المرأة ويطلبون ودها، ويوقعونها في حبائل الهوى لينالوا منها لذتهم.
وأما المسلمون فلهم من دينهم ورجولتهم ومروءتهم وأنفتهم ما يمنعهم من هذا التدني والسقوط.
ولقد شذ البعض فتشبه بهن، ونسي هؤلاء أن المرأة لا تريد من هو مثلها ومن يخضع ويركع لها، إن المرأة لا تميل إلى الرجل الذي هو كالمرأة، وإنما تريد رجلا كامل الرجولة يعطيها ما تفقده من نفسها ومن بنات جنسها، وترى فيه السيد المطاع والآمر الحازم والرجل الشهم، إنها تريد رجلا قوي الدين قوي الشخصية يغار عليها ويدافع عنها ويوفر لها كل ما تريد، وهى بفطرتها تميل إلى الخضوع له والاستسلام لأمره، وإن الكفرة وقد ضلوا السبيل يريدون بنا أن نصير مثلهم، وبعد أن أفسدوا الضعيفات من النساء يحاولون إفساد شباب الإسلام والقضاء على ما لديهم من بقية من رجولة وحمية، ولكي نقضي على هذه الظاهرة الشاذة يجب أن نعود بالشباب إلى دين ربهم، حيث العفة والطهارة والإباء والرجولة، وما أكرم هذا الشباب الذي ينشأ على عبادة ربه، إنه يتأبى على كل هذه الإنحرافات ولا يأبه لها.