للحيلولة بين المسلمين وبين التفقه في دينهم فحاربوا كتاب الله وحاربوا اللغة العربية لغة القرآن، واضطهدوا العلماء الأجلاء، ونشروا الفسق والفجور، والخمور، وجردوا المرأة من الحياء والشرف والفضيلة، وجعلوا الكنائس أوكارا للتبشير والصليبية، ونشروا الإلحاد والكفر والزندقة ودنسوا المعاملات المالية بالربا، وحكموا بالقوانين الوضعية، وحولوا أجهزة الإعلام لنشر الفساد الخلقي.
فيا أبناء الجامعة الإسلامية.. أنتم حملة مشاعل الهداية المحمدية، فتقدموا لشرف الجهاد، واعتصموا بحبل الله جميعا، وجاهدوا كما جاهد العلماء الأبرار، واسلكوا طريق الهداة الراشدين المرشدين في العناية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
لقد كان العلماء في عصورهم الزاهية - ولا زالوا - ينتشرون في أنحاء البلاد ينيرون للناس السبيل إلى الله، ويبصرونهم بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وتاريخ السلف الصالح في أخلاقهم وخوفهم من الله..وفي بطولاتهم وشجاعتهم، وفي حبهم لما عند الله، وإنابتهم إلى الله ومجافاتهم لهذه الدار الفانية.
لقد كان العلماء يبلغون الرسالة في أمانة، وخوف، وخشية من الله، ذي الجلال والإكرام، وحب للرسول عليه أفضل الصلاة والسلام، واقتداء به في جهاده في تبليغ الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى، تنظر إليهم فترى في وجوههم نور القرآن وجمال العلم وأدب الإسلام وشعار الفضيلة، فسعد بهم العالم وعرف الناس عن طريقهم هداية القرآن وما جاء به المبعوث رحمة للعالمين.
تمثلت المجتمعات الإسلامية المبادئ الإنسانية السامية ووضح لها الحلال الطيب من الحرام الخبيث، فكان هناك الأمن الشامل والسعادة الوارفة الظلال الطيبة الثمار، فعمَّ الهدوء، وساد الإخاء وأثمرت المحبة والتعاطف، والمودة، والعفة، والورع، والحياء، والفضيلة، وحب الخير، والإيثار، والتعاون على البر والتقوى.