٣- معالجة الواقع الاقتصادي للأمم الإسلامية. فأغلب الدول الإسلامية تتميز مجتماعتها بطبقة متميزة وطبقات فقيرة، ولا توزع فيها الثروة القومية توزيعا عادلا. وطبقة الفقراء والمعوزين والمعدمين هي الغالبة، وليس هناك مناخ أفضل للشيوعية من هذا فحقد الفقراء على الأغنياء وأصحاب الجاه والنفوذ كبير وهو المدخل الذي تتغلغل الشيوعية منه إلى طبقة (البلوريتاريا) وطلاب المدارس وتجمعات المزارعين وغيرهم. ولو قامت هذه المجتمعات على أساس النظام الإسلامي في الاقتصاد والذي يوفر العمل والمسكن والدخل القائم على الجهد ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب واختفت مظاهر الرشوة والمحسوبية والتعامل بالأنظمة الربوية في الدول والبنوك والتجارة - لو وجد كل ذلك لما كانت المعاناة الاقتصادية التي تعني منها الدول الإسلامية. ولما كان للشيوعية الفرصة في استغلال هذه الأوضاع السيئة لبث الاضطراب والفوضى في الشعوب المسلمة وحدها.
إن مقاومة الشيوعية كما ذكرنا لا تكون بقرارات وسياسات، ولكن بمعرفة المذهب الشيوعي المادي، وتفنيد ادعاءاته بالعقل والعلم والمنطق، وهذا لا يتأتى إلا بتغيير الظروف ومعرفة تامة بالإسلام والأخذ به نظاما شاملا للحياة في كل جوانبها.