للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

{أَلَمْ تَرَ إِلَى} استفهام يثير تعجب المخاطب من هذا الظل الدال على عظمة الله جلت قدرته، وبديع صنعه، وبالغ حكمته، ويدعو المتأمل المتبصر إلى التفكير فيه: كيف يمده الله ويبسطه فينتفع به الناس انتفاعا لا يبلغه إحصاء ولا وصف، ولو شاء لجعله ساكنا لا يتحرك.

ثم كيف جعل الشمس دليلا عليه، يستدل الناس بها وبأحوالها على أحوال الظل: أين يمتد وينبسط ومتى يكون ذلك، وأين يتقلص ويتلاشى ومتى يكون ذلك.

ثم كيف جعل الشمس بمشيئته تعالى تنسخ شيئا شيئا هذا الظل الممتد المبسوط.

الآية الثانية عشرة:

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ أَنَّى يُصْرَفُونَ} . الآية: - ٦٩ - سورة غافر.

{أَلَمْ تَرَ إِلَى} استفهام تعجب وتعجيب وتنبيه وموضع التعجب والتنبيه حال هؤلاء الذين كذبوا بالقرآن الكريم وبما أرسل به الرسل من قبل، يجادلون في آيات الله بالباطل وعلى غير علم ولا هدى.

كيف يصرفون عن تلك الآيات الواضحة البينة الهادية إلى الصراط المستقيم؟ !! سوف يعلمون يوم القيامة عاقبة هذا الجدال والتكذيب.

الآية الثالثة عشرة:

قوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَتِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ} . الآية: - ٨ - سورة المجادلة.