{أَلَمْ تَرَ إِلَى} استفهام تعجب وتعجيب وتنبيه، وموضع هذا التعجب والتنبيه حال جماعة من المنافقين يقولون ليهود بني النضير إخوانهم في الكفر والموالاة: لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نتخلى عن صحبتكم، ولا نطيع - مهما تطاول العمر - أحدا يمنعنا من الخروج معكم، ولئن قوتلتم لننصرنكم على أعدائكم.
يقول هؤلاء المنافقون لأولئك اليهود هذا القول، ويقسمون عليه، والله يشهد إنهم لكاذبون في تلك الأقوال والوعود.
أختي العزيزة هل:
هذه الآيات الخمس عشرة التي وردت فيها صيغة الاستفهام:{أَلَمْ تَرَ إِلَى} ولعلك قد رأيت أن أحوال اليهود في هذه الآيات كان لها النصيب الأوفر لمن أراد أن يتعجب أو يتدبر، وأن المنافقين قد جاءوا دونهم منزلة في هذه الأحوال العجيبة، ثم جاء كفار مكة بعد هؤلاء وأولئك، ثم تفرقت فرادى مواضع العجب والتأمل والتفكير.
وما أظنك في حاجة إلى أن أنبهك على أن تعجب المخاطب في هذه الآيات ما عدا الآية الحادية عشرة آية الظل قد قام على الإنكار والاستغراب والاستهجان، وأن تعجب المخاطب في آية الظل قد قام على التعظيم والإجلال والاستحسان.
أختي العزيزة هل:
لقد تعبت من الكتابة وقد آن لي أن أستريح، وما أظنك إلا قد تعبت من القراءة، وقد آن لك أن تستريحي.
أسأل الله تعالى أن نلتقي في رسالة ثالثة عما قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أختك
همزة الاستفهام
مراجع ذكرت معنى همزة الاستفهام في الآيات الواردة في هذه الرسالة:
الآية الثانية:
١- تفسير البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي، ج٢ ص٢٥٣، طبعة مصورة عن طبعة السلطان عبد الحفيظ سلطان أغرب، الناشر: دار الفكر / بيروت.
٢- تفسير أبي السعود: ج١ ص٢٣٩، الناشر: دار المصحف، شركة مكتبة ومطبعة عبد الرحمن محمد - القاهرة.