العدل: لفظ واسع الإطلاق؛ إذ يفسر بمعان كثيرة، هي دائرة على التوسط بين شيئين بحيث لا يميل إلى أحدهما إفراطا في جانب أو تفريطا في آخر. وهو في كل مقام بحسبه، ففي مقام العقيدة: العدل وسط بين الشرك والإلحاد، وفي مقام الحكم: وسط بين المحاباة والإجحاف، وفي مقام الإنفاق: العدل وسط بين التقتير والإسراف.
ولذا عرفه بعضهم فقال العدل: التوسط في الأمور وهو رأس الفضائل كلها.
و: الواو حرف عطف لا يقتضي ترتيبا ولا تعقيبا فهو لمجرد عطف شيء على آخر، فعطف به هنا الإحسان على العدل.
الإحسان: مصدر أحسن يحسن إحسانا؛ العمل أتقنه وجوَّده؛ ويطلق على معان منها؛ الفضل، والإخلاص، والزيادة في الخير. فيقال أحسن فلان في عمله أو قوله إذا أتقنه وأبعده عن النقص والفساد، كما يقال أحسن فلان إلى فلان أو به، إذا عامله بالحُسن ضد القبح والإساءة.
ومن أحكامه: أنه واجب في العبادات، إذ هو إتقانها وتخليصها من شوائب الشرك لله تعالى كما هو واجب بالوالدين وبذي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والجار مطلقا.
إيتاء: الإيتاء مصدر آتى يؤتي فلانا إذا أعطاه إياه فهو بمعنى أعطى سواء بسواء غير أنه لم يستعمل غالبا في أداء الحقوق إلا بلفظ "أتى"ولعله إشارة إلى أن المرء إذا أراد أن يعطي حقا لصاحبه عليه أن يأتي هو بنفسه ويعطيه ذلك الحق، لما في ذلك من مزيد الاحترام والاعتراف، ويكون هذا كالإشارة في قوله تعالى:{وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} فإن الباء هنا بدل عن إلى؛ إذ يقال أحسن إلى فلان، وأما بفلان فإنه إشارة إلى إلصاق الإحسان به إذ في الإمكان أن يرسل الولد طعامه أو شرابه إلى والده مع خادم مثلا، ولكن الأولى به أن يأتي هو به ليضعه في يد والده أو حتى في فمه؛ إذ هذا أبلغ في البر وأكمل في الإحسان.