المنكر: اسم مفعول من أنكر الشيء ينكره إذا لم يعرفه أو لم يعترف به جائزا أو صالحا نافعا مفيدا، وهو هنا: كل ما أنكره الشرع لفساده وضرره من كل المعتقدات والأقوال والأفعال.
و: تقدم شرحها.
البغي: ظلم الناس والاستطالة والتكبر عليهم، وكل مخالفة للحق فهي ظلم، والنهي واجب عنها.
يعظكم: يأمركم وينهاكم ناصحا لكم، إذ الوعظ هو النصح والتذكير بما يحمل على التوبة، بفعل الواجب والمندوب، وترك المحرم والمكروه.
لعلكم: لعل حرف مشبه بالفعل ينصب الاسم ويرفع الخبر، ولها معان منها الترجي كما هي هنا له، وقد تكون للتعليل وهي صالحة هنا له أيضا، والضمير في لعلكم للمخاطبين وهم المؤمنون الذين أمرهم الله ونهاهم إعدادا لهم للكمال والسعادة في الدنيا والأخرى.
تذكرون: فعل مضارع مسند إلى واو الجماعة، ويقرأ بتشديد الذال وتخفيفها وهما قراءتان سبعيتان، فالتخفيف على إسقاط إحدى التاءين، إذ الأصل تتذكرون، والتشديد على إسكان التاء الثانية وإدغامها في الذال وهذا الحذف والإدغام إنما هو لأجل التخفيف لا غير.
ومعنى تذكرون: تتعظون يقال ذكره إذا وعظه، والأصل تذكيره بما فرط فيه من الواجبات، وبما ارتكبه من المنهيات، مبيّنا له عواقب ذلك، حتى يذكر فإذا ذكر عزم على التوبة، وهو معنى اتعظ، يقال وعظه فاتعظ، أي أثر فيه تذكيره حتى عزم على التوبة وتاب.
معنى الآية الكريمة
يخبر الله تعالى أنه يأمر عباده في كتابه العزيز بفعل ثلاثة أمور، وترك ثلاثة أخرى؛ إذ كمالهم وسعادتهم متوقفان على ذلك، فالأمور التي أمر بفعلها هي العدل، والإحسان، وإيتاء ذي القربى، والتي نهى عن فعلها هي الفحشاء، والمنكر، والبغي.
ولما كان الامتثال يتوقف على معرفة المأمور به، والمنهي عنه، وجب على المؤمنين معرفة ذلك، وهذا بيانه: