نجحت هذه السياسة إلى حد ما في أفغانستان فتحقق هذا التحالف الذي نادت به موسكو وذلك بإبرام معاهدة الصداقة الروسية الأفغانية التي وقعت في فبراير سنة ١٩٢٠م ومما يلفت النظر أنه نص في هذه المعاهدة على قيام خمس قنصليات لروسيا في أفغانستان بجانب سفارتها في كابول، ولا شك أن المقصود من وراء إنشاء هذا العدد من القنصليات هو تطوير وتركيز النفوذ السوفييتي الذي يسهل عملية نشر العقائد الماركسية ولكن لم تصل روسيا إلى هذا الهدف كما لم تحقق هدفها الحقيقي وهو قيام الثورة السوفييتية الاشتراكية وذلك بسبب معارضة الحكومة التي كانت عاملا هاما في سد الطريق أمام الدعاية الشيوعية حتى لا تنفذ إلى الأقاليم الأفغانية فانحصر نشاط البلشفيين في العاصمة كابول، حيث إنها استخدمت كمركز للدعاية الشيوعية خارج حدود أفغانستان، إذ وصل حملة العقائد الماركسية إلى الهند وكانوا يتلقون أوامرهم من كابول لا يتحركون إلا بتوجيههم وإرشاداتهما والحق أنهم كانوا في الهند (دمى) يحركهم البلشفيون من داخل أفغانستان، وهكذا تمكن الماركسيون من إقامة مركز لهم في هذا البلد تنطلق منه سموم الدعاية الإلحادية التي لن تهدأ إلا بتحويل هذا البلد الإسلامي المتاخم للإتحاد السوفييتي إلى بلد شيوعي وقد ظهرت معالم هذا التحويل بقيام ثورة في هذا البلد في الفترة الأخيرة، وإن لم يدرك العالم الإسلامي ذلك فيهب للحيلولة دون هذا التحويل الإلحادي فستظهر ندامة المسلمين فيما بعد حيث لا ينفع الندم ولا يفيد.