عن الخذف وقال:"إنه لا يصيب صيدا وينكأ عدوا ولكنه يكسر السن ويفقأ العين"، ثم رآه بعد ذلك يخذف فقال:"والله لا كلمتك أبدا أخبرك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهى عن الخذف ثم تعود"، وأخرج البيهقي عن أيوب السختياني التابعي الجليل أنه قال:"إذا حدث الرجل بسنة فقال دعنا من هذا، وأنبئنا عن القرآن فاعلم أنه ضال"، وقال الأوزاعي رحمه الله:"السنة قاضية على الكتاب ولم يجئ الكتاب قاضيا على السنة"، ومعنى ذلك: أن السنة جاءت لبيان ما أجمل في الكتاب أو تقييد ما أطلقه أو بأحكام لم تذكر في الكتاب كما في قول الله سبحانه: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ} وسبق قوله صلى الله عليه وسلم: "ألا إني أوتيت الكتاب مثله معه"، وأخرج البيهقي عن عامر الشعبي رحمه الله أنه قال لبعض الناس:"إنما هلكتم في حين تركتم الآثار"يعني بذلك الأحاديث الصحيحة، وأخرج البيهقي أيضا عن الأوزاعي رحمه الله أنه قال لبعض أصحابه:"إذا بلغك عن رسول الله حديث فإياك أن تقول بغيره فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان مبلغا عن الله تعالى"، وأخرج البيهقي عن الإمام الجليل سفيان بن سعيد الثوري رحمه الله أنه قال:"إنما العلم كله العلم بالآثار"، وقال مالك رحمه الله:"ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر"وأشار إلى قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال أبو حنيفة رحمه الله:"إذا جاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فعلى الرأس والعين"، وقال الشافعي رحمه الله:"متى رويت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثا فلم آخذ به فأشهدكم أن عقلي قد ذهب"، وقال أيضا رحمه الله:"إذا قلت قولا وجاء الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بخلافه فاضربوا بقولي الحائط"، وقال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله لبعض أصحابه: "لا تقلدني ولا تقلد مالكا ولا الشافعي وخذ من حيث