للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنه ليسرني أن نجتمع تتويجا لنشاط عام ١٣٩٩/١٤٠٠ للهجرة في هذه الجامعة المباركة لنبدأ صفحة مشرقة أشد إشراقاً وأعظم عطاء بإذن الله.. إننا - أيها الإخوان في هذه الجامعة - ندرك - كما قلت لكم في أول لقاء - بأنه لا انفصام بين التربية والتعليم وأن أي خلل في ذلك ولو كان ضئيلا يؤدي إلى نوع من الخلل في تكوين شباب الجامعات والمعاهد ويشير في نفس الوقت إلى وجود خلل في إدارة هذه المؤسسة أو أجهزة الإشراف عليها بحسبه ولهذا فإن الجامعة من أول يوم من العام الماضي وقبله دأبت على حث المسئولين في الأجهزة المختلفة على إعطاء هذا النشاط حظه من العناية وذلك بتوفير الإمكانات المادية والمعنوية حتى يواكب هذا النشاط مراحل نمو الطالب في كليته أو معهده أو في داره أو حتى في غرفته التي يأكل وينام فيها، ذلكم بأن الجامعة بجميع أجهزتها يجب أن تتكامل في إتاحة المجال التربوي لنمو هذا الطالب، حتى إذا ما واجه الحياة داعية إلى الله وموجها ومعلما يواجهها بحزم وبصيرة، إن النشاط من أهم ما يجب أن تعنى به الجامعة، ولو تحقق بالقدر الكافي لاطمأننا على أن الجامعة تسير في الطريق الصحيح لتأدية رسالتها لكن هناك بعض الأمور اللازمة لتحقيق ذلك وأحدها بل أهمها هو الأستاذ الموجه المربي فإنه بدون توجيه هذا الأستاذ وبدون أن يكون ذا عناية ذاتية بأمر هذا الطالب لا نستطيع أن نقوم بتكوين هذا الطالب تكوينا متكاملا بأي حال من الأحوال مهما قدمنا له من المال ومن وسائل الراحة، ونكون كمن يبذر في أرض سبخة ولذا فإننا نذكر زملاءنا الأساتذة والمدرسين بهذه الرسالة، وإنها رسالة سامية إذا أحسن أداؤها والله تبارك وتعالى سائل كل موجه ومرب عما استرعاه وإن هذه المهمة - أيها الإخوان كما تعلمون - هي مهمة المرسلين، ومحمد صلى الله عليه وسلم سيدهم وخاتمهم هي مهمته، بل إن الكفار فطنوا لهذا في النبي فقالوا: {وَقَالُوا مُعَلَّمٌ مَجْنُونٌ} وهذا زعم باطل